لوحة اليوم هي السابعة والعشرون ومحلّها على النسق الثالث للجدار الغربي لكنيس دورا أوروپوس.
قد يدهش المتأمّل من المكان الذي اختاره الفنّان لهذه اللوحة كون روايته (إحياء ابن الأرملة) سابقة زمنيّاً للّوحة التي سبقته (إيليّا على جبل الكرمل). السبب بكل بساطة أنّ الرسّام بعد أن أنجز اللوحة الرابعة والعشرين (أرملة صرفة تستقبل إيليّا) على الجدار الجنوبي ارتأى أنّ المكان المتبقّي على ذلك الجدار أنسب باتّساعه إلى لوحتيّ إيليّا على جبل الكرمل (٢٥ و ٢٦) بينما ناسب الفضاء على الجدار الغربي (قبل الوصول إلى المحراب المركزي) لوحتيّ إيليّا وابن الأرملة وانتصار موردخاي (رقم ٢٨). إذاً ما دفع الفنّان إلى مخالفة التسلسل الزمني للكتاب المقدّس (للتذكرة يتبع تسلسل اللوحات على النسق الثالث من الجدارين الجنوبي والغربي عقارب الساعة) لا يتعدّى اعتبارات عمليّة محضة.
تأتي أحداث اللوحة بعيد قصّة كوّار الدقيق وكوز الزيت (راجع اللوحة الرابعة والعشرين):
وَبَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ مَرِضَ ابْنُ الْمَرْأَةِ صَاحِبَةِ الْبَيْتِ وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ جِدًّا حَتَّى لَمْ تَبْقَ فِيهِ نَسَمَةٌ.
فَقَالَتْ لإِيلِيَّا: «مَا لِي وَلَكَ يَا رَجُلَ اڵهِ! هَلْ جِئْتَ إِلَيَّ لِتَذْكِيرِ إِثْمِي وَإِمَاتَةِ ابْنِي؟».
فَقَالَ لَهَا: «أَعْطِينِي ابْنَكِ». وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيمًا بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ،
وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضًا إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟»
فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهِي، لِتَرْجعْ نَفْسُ هذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ».
فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ.
فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ وَنَزَلَ بِهِ مِنَ الْعُلِّيَّةِ إِلَى الْبَيْتِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ، وَقَالَ إِيلِيَّا: «انْظُرِي، ابْنُكِ حَيٌّ»
فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: «هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اڵهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ» (الملوك الأوّل الإصحاح السابع عشر الآيات ١٧-٢٤).
يتبع
No comments:
Post a Comment