يالمقارنة بين لوحات الكنيس من جهة والنصوص المقدّسة من جهة ثانية، يتّضح لنا أنّ اللوحات غالباً ما تكون ترجمةً أمينةً للنصّ بكلّ معنى الكلمة. يترتّب على ذلك وجوب البحث عن السبب إذا نشزت عنه ولو إلى درجةٍ طفيفة. في هذه الحالة يرجح أن يكون الدافع إفهام الناس أو الوعظ المباشر أو عوامل فنيّة محضة.
المنهج الذي سنتّبعه هو الآتي (لاحظ اتّجاه الأسهم):
سنبدأ بتوصيف المواضيع المرسومة فوق المحراب المركزي والعناصر الأقدم التي طليت فوقها.
الخطوة التالية وصف الأنساق بداية بالعلوي منها. سندرس ما تبقّى في هذا النسق الأوّل (I) من اليمين إلى اليسار أي وفقاً للكتابتين العبريّة والآراميّة.
سنبدأ من اللوحة المركزيّة (١٠) في النسق الثاني II وهي فوق محراب التوراة. الاتّجاه في هذا النسق أيضاً من اليمين إلى اليسار.
النسق الثالث III يعلو الوزرة dado مباشرةً. هذا النسق هو الأكمل والأفضل حالةً من الثلاثة واتّجاه القراءة فيه هو الأكثر وضوحاً. نقطة انطلاقنا فيه هي الزاوية الشماليّة الغربيّة التي نتّجه منها نحو اليمين على الجدار الشمالي فالشرقي فالجنوبي فجزء من الغربي نهايةً بالمحراب المركزي. ما تبقّى من مشاهد هذا النسق يبدأ أيضاً من الزاوية الشماليّة الغربيّة بيد أنّه يتّجه - عكس سابقه - إلى اليسار نحو المحراب المركزي.
لا ريب أنّنا نتبع في دراستنا ترتيب التنفيذ الذي اعتمده الفنّانون باستثناء اللوحات السادسة والعاشرة فوق المحراب المركزي إذ هناك ما يشير إلى إعادة رسمها من قبل الفنّان الذي نفّذ النسق الثالث وإن كانت مواضيعها منسجمة مع سياق النسقين الأوّل والثاني.
التقطت الصورة الملحقة للحدار الغربي أثناء التنقيب في أطلال المدينة عام ١٩٣٢-١٩٣٣ وهي بعدسة Maurice Le Palud.
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
Peintures de la Synagogue de Doura-Europos: description et explication des sujets
No comments:
Post a Comment