تواجدت لوحة هذه الكرمة فوق محراب التوراة ولم يبق منها الكثير اليوم (على يمن عزرا: قارن اللقطة بالأبيض والأسود أثناء التنقيب والصورة الحديثة الملوّنة). كان du Buisson أحد ثلاثة أشخاص رأوها (منهم الأمريكي Pearson الذي رسم خطوطها العريضة) خلال الحفريّات قبل أن تمحى آثارها أو تكاد خلال بضعة ساعات من تعرّضها للشمس.
المعضلة ببساطة وجود ثلاث طبقات أو ثلاث لوحات فوق بعضها بعضاً لم يبق منها اليوم إلّا المشهد الأخير الذي يظهر يعقوب فيه مباركاً أبناءه في القسم السفلي والمسيح المخلّص لليهود في العلوي كما سنرى لاحقاً.
أنقل الأسطر التالية عن الأصل الفرنسي وتجدر الإشارة هنا أنّ المؤلّف أعطاها رقم ٢ الذي لا نجده على مخطّط اللوحات والسبب بكل بساطة أنّ اللوحة رقم١٠ حلّت محلّ الرسم الأصلي:
أراد يهود دورا زخرفة جدران كنيسهم المغطّاة بالجصّ وهناك ما يشير إلى أنّهم اكتفوا في البداية بعنصر motif كبير على الجدار فوق محراب التوراة. غطّيت هذه الزخرفة لاحقاً بصورة جزئيّة برسومات مختلفة ممّا يجعل مهمّة التعرف عليها اليوم في منتهى الصعوبة وإن اعتقد Pearson الذي أشرف على فكّ وترميم اللوحات أنّها مثّلت كرمةً كثيفةً انتشرت فروعها كالأشعّة في جميع الاتّجاهات. ساق الكرمة مؤطّر بموضوعين أو مشهدين. المشهد الأوّل على اليمين كناية عن أسدين يواجه أحدهما الآخر. الفضاء بين الأسدين ضيّق ولا يسمح بإضافة شخص. على اليسار هناك شيء مستدير لربّما كان رغيفاً من الخبز على ارتفاع معيّن كما لو تواجد على مائدة.
لا وجود لهيئات بشريّة ضمن هذه الرسوم الرمزيّة ولربّما عكس هذا تردّداً في استعمالها لزخرفة الكنيس في هذه المرحلة المبكّرة.
ترمز الكرمة إلى الشعب اليهودي خصوصاً في عهد الأنبياء. نستطيع إذا سلّمنا أنّ الرسم الأصلي احتوى على لبؤة، أن نحدّد بدقّة أكبر: علّ الفنّان توخّى العمل مرثاةً لأمراء إسرائيل وبالتالي رمزت اللبؤة إلى الأمّة اليهوديّة والشبلان أبنائها ويمكن إسقاط المحاكمة نفسها على الكرمة وأغصانها المحمّلة بالثمار.
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
The Ezekiel Mural at Dura Europos
No comments:
Post a Comment