لا زلنا على النسق الثاني للجدار الغربي لكنيس دورا أوروپوس.
الحرم في الصورة هو المسكن والسور المحيط به. هناك الكثير من التفاصيل في سفر الخروج عن هذا المعبد المتنقّل الذي تركّب مكوّناته وتفكّ حسب الحاجة سواءً فيما يتعلّق بمخطّط تنفيذه (الإصحاح السادس والعشرون) أو بنائه (الإصحاح السادس والثلاثون) أو تكلفته (الآيات ٢١-٣١ من الإصحاح الثامن والثلاثين) أو تكريسه (الآيات ١٧-١٩ والآية ٣٣ من الإصحاح الأربعين). التمحيص في كلّ هذه التفاصيل صعب للغاية وإن أمكن تلخيصها بالقول أنّ المسكن كان كنايةً عن خيمةٍ من القماش النفيس محمولة على هيكل خشبي مقوّى بالمعدن. غطّت ستائر استندت على أوتادٍ مدعّمة بالمعدن أيضاً الباحة أمام المسكن (خروج الإصحاح الثامن والثلاثون الآيات ٩-٢٠). من السهل الرمز إلى هذه الأوتاد بأعمدةٍ شغلت قواعدها وتيجانها من المعادن الثمينة. للباحة باب واحد فقط حسب النصّ (خروج الإصحاح الأربعون الآية ٣٣ وعدد الإصحاح الرابع الآية ٢٦) ذو ستارة *.
صوّر الفنّان السور الخارجي على هيئة جدار مشيّد من الحجارة الكبيرة مع شرّافات في زواياه. تؤدّي ثلاثة أبواب بسيطة إلى الداخل تعلو كلّ منها طبلة tympan دائريّة تشغلها صدفة. الستار الأخضر الورديّ الحواف الذي يخفق أمام الباب الكبير في المنتصف هو وحده الذي يذكّرنا بالسجف التي أسبلها موسى على الباب عندما انتهى البناء (خروج الإصحاح الأربعون الآية ٣٣). إثنان من العقود الثلاثة في اللوحة أقرب إلى العقد المتجاوز (هيئة حدوة الحصان) مبشّراً بالفنّ العربي في العصور اللاحقة.
* يمكن مقارنة هذه الستارة مع السجف المبطّنة على أبواب المساجد في يومنا (أي ثلاثينات القرن العشرين) كما في الصورة الملحقة لمسجد القدّيس يوحنّا (جامع النبي يحيى أو الجامع العمري الكبير ؟!) في بيروت.
No comments:
Post a Comment