رأينا أنّ تمثيلاً لهيكل سليمان يحتلّ مركز الصدارة في القوصرة فوق محراب التوراة. اليوم نتعرّض إلى الشمعدان السباعي الضخم إلى جانب الهيكل على يسار الناظر.
كان الشمعدان أو المنارة (مينوراه) في عهد الشتات أكثر أدوات الهيكل تميّزاً وبالتالي نجده مصوّراً على العديد من الأشياء والنقوش الكتابيّة اليهوديّة. اصطنع الشمعدان بأمر من موسى لاستعماله في خيمة الاجتماع وهو موصوف بالتفصيل في الآيات ٣١-٤٠ من الإصحاح الخامس والعشرين لسفر الخروج وفي الآيات ١٧-٢٤ من الإصحاح السابع والثلاثين لنفس السفر وفي الآيات ١-٤ من الإصحاح الثامن لسفر عدد.
الشمعدان الأصلي ذهبي مشغول من قطعة واحدة وهناك ما يشير إلى كونه أصلاً تقليد رمزي لشجرة لوز سباعيّة الأغصان. مورست عبادة الشجرة بعدّة أساليب في الديانات الشرقيّة وعلّ هذه العبادة التي كانت رائجة في فلسطين في عهد موسى ألهمت استعمالها كعنصر زخرفي. كانت شجرة اللوز رمزاً للعناية وخصوصاً العناية الإلهيّة. حمل كلّ من فروع الشمعدان سبعاً من المصابيح وبناءً عليه لربّما كان تعبير "حامل المصابيح" أو "عمود الإنارة" أقرب إلى الصواب من شمعدان.
اعتمدت المنارة أو الشمعدان على ثلاث ركائز ونشكّلت الركيزة من كرة مزدوجة. تحتلّ زهرة زخرفيّة rosace سباعيّة الفصوص أو البتول مركز جسم الشمعدان. من الواضح أنّ الرقم ٧ رمزي.
نرى بين الشمعدان والهيكل رمزين إضافييّن يتعلّقان بيهود الشتات: سعفة النخيل والكبّادة. حمل المؤمنون هذين في عيد العرش أو عيد المظلّة وهذه الرموز مصوّرة بكثرة ويشير استعمالها على جرار (جمع جرّة) دورا إلى العرفان. سعفة النخيل هنا بسيطة الشكل بينما تأخذ الكبّادة شكلاً كرويّاً.
أشارت هذه الأغصان والفواكه المقطوفة والمحمولة في المواكب الدينيّة إلى شعائر زراعيّة أو بعبارة ثانية عيد تجدّد النبات (كما في فصل الربيع) وهنا لا يتجاوز ما فعله اليهود الاقتباس عن معتقدات عامّة وشائعة وبالتالي ليس لنا أن نستغرب رؤية صور هذه الشعائر ذاتها في لوحات معبد آلهة تدمر في دورا.
No comments:
Post a Comment