حلم يعقوب

 

قسّم يهود دورا أوروبوس جدران كنيسهم إلى أربع مستويات أو أنساق أفقيّة غطّوها بالكامل بلوحات مستقاة من كتاب العهد القديم باستثناء النسق السفلي أو الوزرة dado التي اقتصرت على عناصر زخرفيّة عامّة. 

تلف قسم لا بأس به من النسق الأوّل أو الأعلى مع الأسف. تمثّل اللوحة الأولى (رقم ٣ حسب التوزيع العامّ للمؤلّف الفرنسي) على جدار الكنيس الشمالي حلم يعقوب. 

استعمل الفنّان هنا رواية الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين (الآيات العاشرة إلى الخامسة عشر):

"فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو حاران.

وصادف مكاناً وبات هناك لأنّ الشمس كانت قد غابت وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان.

ورأى حلماً وإذا سلّم منصوبة على الأرض ورأسها يمسّ السماء وهوذا ملائكة الله صاعدةً ونازلة عليها.

وهوذا الربّ واقف عليها فقال: "أنا الربّ إله إبراهيم أبيك وإله إسحق. الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك....."

اتّبع الفنّان نصّ الكتاب المقدّس بمنتهى الدقّة إذ نرى يعقوب ملتفّاً بثوب يونانيّ الطراز مستلقياً على أرضٍ مفروشة بالحجارة. رأس يعقوب مرتفعة مقارنةً مع جسده بيد أنّ حالة اللوحة سيّئة مع الأسف ولا تسمح بتمييز تفاصيل الحجر التي توسّدها. لون وجه يعقوب وقدميه أحمر آجرّي أمّا لون السماء فأسود كما هو الحال ليلاً.  

على يمين الناظر سلّم  صاعد إلى السماء مصفرّ اللون نميّز بعضاً من درجاته التي يتسلّقها رجل شابّ فارسيّ الثياب. يقتصر ما نميّزه أعلى السلّم على قدميّ شخص آخر. يمثّل هذان الرجلان الملائكة أمّا الثياب فهي مناسبة للخدم أو الرسل بطبيعة الحال. 

نلاحظ خلال دراسة مقارنة للنماذج في لوحات دورا أنّ اللوحة قيد الحديث موجودة (مكرّرة) كما هي تقريباً في بعض المخطوطات البيزنطيّة.

Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.

Le Songe de Jacob