تشغل هذه اللوحة (الحادية والعشرون) الطرف الشرقي على النسق الثالث من الجدار الشمالي لكنيس دورا أوروپوس. لا يوجد ما يفصل هذا المشهد عن لوحة إحياء العظام اليابسة (رقم ٢٠) وعلّ السبب يعود إلى إهمال الفنّان.
اللوحة كناية عن قصّة مصوّرة لرواية الإصحاح الثاني من سفر الملوك الأوّل (الآيات ٢٨-٣٤). تحالف يوآب (مستشار داود وقائد جيشه خلال الصراع بين هذا الأخير من جهة وأبشالوم من جهة ثانية) مع أدونيّا ضدّ أخيه سليمان الذي انتهز أوّل فرصة بعد انتصاره ليتخلّص من الإثنين منفّذاً بذلك آخر توصيات داود قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة:
وَأَنْتَ أَيْضًا تَعْلَمُ مَا فَعَلَ بِي يُوآبُ ابْنُ صَرُويَةَ، مَا فَعَلَ لِرَئِيسَيْ جُيُوشِ إِسْرَائِيلَ: ابْنَيْرَ بْنِ نَيْرَ وَعَمَاسَا بْنِ يَثْرٍ، إِذْ قَتَلَهُمَا وَسَفَكَ دَمَ الْحَرْبِ فِي الصُّلْحِ، وَجَعَلَ دَمَ الْحَرْبِ فِي مِنْطَقَتِهِ الَّتِي عَلَى حَقَوَيْهِ وَفِي نَعْلَيْهِ اللَّتَيْنِ بِرِجْلَيْهِ.
فَافْعَلْ حَسَبَ حِكْمَتِكَ وَلاَ تَدَعْ شَيْبَتَهُ تَنْحَدِرُ بِسَلاَمٍ إِلَى الْهَاوِيَةِ (الإصحاح الثاني الآيتان الخامسة والسادسة).
"فَأَتَى الْخَبَرُ (مقتل أدونيّا بأمر سليمان) إِلَى يُوآبَ، لأَنَّ يُوآبَ مَالَ وَرَاءَ أَدُونِيَّا وَلَمْ يَمِلْ وَرَاءَ أَبْشَالُومَ، فَهَرَبَ يُوآبُ إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَتَمَسَّكَ بِقُرُونِ الْمَذْبَحِ." (الآية الثامنة والعشرون).
فَأُخْبِرَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِأَنَّ يُوآبَ قَدْ هَرَبَ إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَهَا هُوَ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ. فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ قَائِلًا: «اذْهَبِ ابْطِشْ بِهِ».
فَدَخَلَ بَنَايَاهُو إِلَى خَيْمَةِ الرَّبِّ وَقَالَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: اخْرُجْ». فَقَالَ: «كَلاَّ، وَلكِنَّنِي هُنَا أَمُوتُ». فَرَدَّ بَنَايَاهُو الْجَوَابَ عَلَى الْمَلِكِ قَائِلًا: «هكَذَا تَكَلَّمَ يُوآبُ وَهكَذَا جَاوَبَنِي».
فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: «افْعَلْ كَمَا تَكَلَّمَ، وَابْطِشْ بِهِ وَادْفِنْهُ، وَأَزِلْ عَنِّي وَعَنْ بَيْتِ أَبِي الدَّمَ الزَّكِيَّ الَّذِي سَفَكَهُ يُوآبُ، (الآيات ٢٩- ٣١ ).
فَصَعِدَ بَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ وَبَطَشَ بِهِ وَقَتَلَهُ، فَدُفِنَ فِي بَيْتِهِ فِي الْبَرِّيَّةِ (الآية الرابعة والثلاثون).
نعتقد - مقارنةً مع الآيتين ٥٠-٥١ من الإصحاح الأوّل عن أدونيّا - أنّ القتل نفّذ بحدّ السيف.
هذا عن نصّ الكتاب المقدّس. بقي علينا وصف اللوحة نقلاً عن العالم الفرنسي.
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
No comments:
Post a Comment