نأتي اليوم إلى وصف المشهد السادس والأخير من لوحة رؤيا حزقيال (كنيس دورا أوروپوس: النسق الثالث للجدار الشمالي). يشير النبيّ بيمناه إلى عشرة أشخاص أقصر منه قامةً ثيابهم يونانيّة كثيابه. يمثّل هذا المشهد الآية العاشرة من الإصحاح السابع والثلاثين:
فَتَنَبَّأْتُ كَمَا أَمَرَني، فَدَخَلَ فِيهِمِ الرُّوحُ، فَحَيُوا وَقَامُوا عَلَى أَقدَامِهِمْ جَيْشٌ عَظيمٌ جِدًّا جِدًّا.
اقتصر الفنّان على رسم عشرة أشخاص نظراً لضيق الحيّز وإن كان من الواضح أنّه قصد أو رمز إلى جمهرةٍ لا تعدّ ولا تحصى. نلاحظ أيضاَ بضعة أشلاءٍ مبعثرةٍ بين حزقيال وهؤلاء الأشخاص، علّ المقصود منها نفر من الموتى الذين لن يبعثون بل سيرقدون في سبات أبديّ. يجب أيضاً التنويه أنّ النصّ - الذي اقتفى الفنّان أثره حتّى الآن - يتكلّم عن جموعٍ غفيرةً بعثت من الموت ثمّ يعود (الآية الحادية عشرة) فيذكر العظام اليابسة.
هذا المشهد شديد الأهميّة بالنسبة لتاريخ الفنّ المسيحي حيث تحتلّ مفاهيم الأعراف (دهليز جهنّم أو Limbo) وبعث الموتى ويوم الحساب مكانةً هامّةً.
يتبع
رؤيا إحياء العظام من المشهد الأوّل إلى المشهد الثالث
رؤيا إحياء العظام: المشهد الرابع
رؤيا إحياء العظام: المشهد الخامس
No comments:
Post a Comment