Thursday, January 12, 2023

شاول وداود: المشهد الثاني

 


يتمّم المشهد الثاني (على يمين الناظر) من اللوحة الثانية والعشرين في كنيس دورا أوروپوس القصّة كما وردت في الإصحاح السادس والعشرين من سفر صموئيل الأوّل.


وَنَزَلَ شَاوُلُ فِي تَلِّ حَخِيلَةَ الَّذِي مُقَابِلَ الْقَفْرِ عَلَى الطَّرِيقِ (الآية الثالثة).

فَقَامَ دَاوُدُ وَجَاءَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ شَاوُلُ، وَنَظَرَ دَاوُدُ الْمَكَانَ الَّذِي اضْطَجَعَ فِيهِ شَاوُلُ وَأَبْنَيْرُ بْنُ نَيْرٍ رَئِيسُ جَيْشِهِ. وَكَانَ شَاوُلُ مُضْطَجِعًا عِنْدَ الْمِتْرَاسِ وَالشَّعْبُ نُزُولٌ حَوَالَيْهِ (الآية الخامسة).  

فخاطب داود أَخِيمَالِكَ الْحِثِّيَّ وَأَبِيشَايَ ابْنَ صُرُوِيَّةَ أَخَا يُوآبَ قَائِلًا: «مَنْ يَنْزِلُ مَعِي إِلَى شَاوُلَ إِلَى الْمَحَلَّةِ؟» فَقَالَ أَبِيشَايُ: «أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ» (الآية السادسة). 

فَجَاءَ دَاوُدُ وَأَبِيشَايُ إِلَى الشَّعْبِ لَيْلًا وَإِذَا بِشَاوُلَ مُضْطَجعٌ نَائِمٌ عِنْدَ الْمِتْرَاسِ، وَرُمْحُهُ مَرْكُوزٌ فِي الأَرْضِ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَأَبْنَيْرُ وَالشَّعْبُ مُضْطَجِعُونَ حَوَالَيْهِ.
فَقَالَ أَبِيشَايُ لِدَاوُدَ: «قَدْ حَبَسَ اللهُ الْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي يَدِكَ. فَدَعْنِيَ الآنَ أَضْرِبْهُ بِالرُّمْحِ إِلَى الأَرْضِ دَفْعَةً وَاحِدَةً وَلاَ أُثَنِّي عَلَيْهِ».
فَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ: «لاَ تُهْلِكْهُ، فَمَنِ الَّذِي يَمُدُّ يَدَهُ إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ وَيَتَبَرَّأُ؟»
وَقَالَ دَاوُدُ: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ الرَّبَّ سَوْفَ يَضْرِبُهُ، أَوْ يَأْتِي يَوْمُهُ فَيَمُوتُ، أَوْ يَنْزِلُ إِلَى الْحَرْبِ وَيَهْلِكُ.
حَاشَا لِي مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ أَنْ أَمُدَّ يَدِي إِلَى مَسِيحِ الرَّبِّ! وَالآنَ فَخُذِ الرُّمْحَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ وَكُوزَ الْمَاءِ وَهَلُمَّ».
فَأَخَذَ دَاوُدُ الرُّمْحَ وَكُوزَ الْمَاءِ مِنْ عِنْدِ رَأْسِ شَاوُلَ وَذَهَبَا، وَلَمْ يَرَ وَلاَ عَلِمَ وَلاَ انْتَبَهَ أَحَدٌ لأَنَّهُمْ جَمِيعًا كَانُوا نِيَامًا، لأَنَّ سُبَاتَ الرَّبِّ وَقَعَ عَلَيْهِمْ
 (الآيات ٧-١٢).


يظهر شاول في هذا المشهد في رداءٍ ملكي فارسي (كما كان الحال في المشهد الذي سبقه) مستلقياً على الأرض ونائماً تتّكىء رأسه على ذراعه. يوحي التلّ خلفه بالمكان الذي عسكر فيه الملك. خلفيّة المشهد خضراء ومن المعروف أنّ البادية السوريّة تكتسي في عدّة أماكن بحلّةٍ قشيبةٍ إبّان الربيع. نرى خلف شاول شخصان صغيران في وضعيّة القرفصاء وقد تملّكهما الوسن إذ يستند رأسيهما على راحتيهما. حالة اللوحة سيّئة ومع ذلك نرى ملامح شخص آخر في الخلفيّة مستلقياً في رداءٍ فارسيّ متّخذاً وضعيّة مشابهةً لشاول. السروال أبيض اللون والسترة حمراء تتخلّلها شرائط صفراء. بالتدقيق نلاحظ إطاراً تحت هذا الشخص يشير إلى فراشٍ ميداني. نعتقد أنّ هذا الشخص هو أبنير قائد الجيش (الآيتان الخامسة عشرة والسادسة عشرة). خلفيّة صورة النيام سوداء إشارةً إلى الليل.



هناك شخصان على يمين الناظر (ويسار رأس شاول) في زيّ فارسي يخطوان بمنتهى الحذر. يمدّ أحدهما يمناه نحو رأس الملك ويمسك في يسراه سلاحاً أشبه بالحربة. يمسك الشخص الثاني بيده اليسرى إناءً كرويّاً طويل العنق. الشخص الأوّل هو أبيشاي الذي اختلس الكوز والرمح من شاول ومن ثمّ ناولهما إلى الشخص الثاني (أي داود). الخلفيّة خضراء كما سبق التنويه.


على أقصى يمين الناظر هناك شخص أخر تلاشت معالمه أو كادت يرتدي زيّاً فارسيّاً ويولي ظهره للمشهد ككلّ. المعني على الأرجح داود أو أبيشاي بعد إنجاز مأثرتهما.









Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35.  1939.


Saül surpris par David à Ziph: première partie


Saül surpris par David à Ziph: deuxième partie

No comments:

Post a Comment