ليس ثمّة أسهل من التعرّف على المذبح العظيم في منتصف اللوحة بيد أنّنا لا نميّز فيه الأحجار الإثني عشر التي ترمز إلى أسباط إسرائيل (الملوك الأوّل الإصحاح الثامن عشر الآية الحادية والثلاثون). يظهر ثور أبيض مزيّن بالأكاليل (ومماثل للّذي رأيناه في لوحة تضحية أنبياء البعل) على ذروة هذا المذبح. الثور مصوّر نقلاً عن نموذج تقليدي منخفض السنام مقارنةّ مع الثور المسنّم أو المحدّب الذي رأيناه في لوحة هارون ممثّلاً لسلالات الثيران المحليّة. تؤجّج النار الهابطة من السماء آتون المذبح.
يقف ثلاثة رجال طوال القامات يرتدون أزياءً يونانيّةً على يمين المذبح في سبيلهم للاقتراب منه وبالفعل يتسلّق أحدهم درجاته رافعاً يمناه كما في حال الرجل الثالث. يرتدي كلاهما (الأوّل والثالث) ثوباً أبيض اللون. يحقّ هنا أن نتساءل فيما إذا كان الشخص الأوّل إيليّا عينه ووراءه "جَمِيعِ الشَّعْبِ" الذي أوعز إليه النبيّ بالتقدّم (الآية الثلاثون).
نرى على يسار المذبح شخصاً أمرد فتيّ المحيّا يرتدي ثوباً يونانياّ أبيض اللون ويرفع ذراعه اليمنى. قامة هذا الشخص أصغر من قامات الرجال الثلاثة الذين سبق ذكرهم أمّا عن مكانه فيبدو أنّه يقف خلف المذبح بقليل. يوحي مظهره الشابّ بأنّه أليشع (الملوك الأوّل الإصحاح التاسع عشر الآية السادسة عشرة والآيات ١٩-٢١) وإن كانت علاقته مع إيليّا لاحقة للموضوع قيد الحديث. هناك أيضاً احتمال أن يكون هذا الشخص إيليّا نفسه. تصوير النبي كعجوز ملتحٍ متأخّر نسبيّاً وبالفعل رسم فنّان أو فنّانوّ الكنيس إيليّا شابّاً أمرد في اللوحة السابعة والعشرين (سيأتي ذكرها) عندما أحيا الطفل.
المشهد على يمين الناظر مكتظّ إلى حدّ ما وعلى ما يبدو بدأ الفنّان من يسار المذبح وبالنتيجة لم يبق له فراغ كافٍ عندما قارب نهاية الجدار الجنوبي. مع ذلك حرص الرسّام على تصوير مشهد صبّ الجرار الأربع على المحرقة. نرى أربعة شبابٍ أشبه بالصبية (بدلالة سترتهم القصيرة وسيقانهم العارية)يحملون الجرار. التصوير جباهي إذ يتقدّم إثنان منهم - في أسفل اللوحة - حاملين جرّتيهما خلف الكتف الأيسر في مشهد لا يزال أليفاً في المشرق إلى اليوم. يصبّ اليافعان في أعلى اللوحة الماء على المحرقة كما أمر إيليّا (الإصحاح الثامن عشر الآيتان الثالثة والثلاثون والرابعة والثلاثون).
يهوه يضرم النار في مذبح إيليّا
No comments:
Post a Comment