البطل
يظهر مردخاي في اللوحة الثامنة والعشرين من كنيس دورا أوروپوس على يسار الناظر على صهوة جوادٍ أبيض اللون كثيف العرف. اقتضت التقاليد أن يمتطي الملوك الخيول البيضاء. ثياب مردخاي شبيهة بالزيّ الذي ألبسه الفنّان للملك أحشويروش (سنراه في القسم التالي للّوحة على يمين الناظر). هذا الزيّ مشابه للذي ارتداه فرعون في لوحة إنقاذ موسى من اليمّ (رقم ٢٩) وزيّ شاول في اللوحة الثانية والعشرين (داود في زيف). الصدرة والكساء فوقها تتخلّلهما شرائط وكذلك الحال في السروال المدكوك في حذاءٍ من الجلد الأبيض الطري. استمدّ الرسّام إلهامه في لوحة اليوم من الآية الخامسة عشرة من الإصحاح الثامن لسفر أستير التي وصفت كسوة مردخاي الملكيّة كما يلي:
وَخَرَجَ مُرْدَخَايُ مِنْ أَمَامِ الْمَلِكِ بِلِبَاسٍ مَلِكِيٍّ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأَبْيَضَ، وَتَاجٌ عَظِيمٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَحُلَّةٌ مِنْ بَزّ وَأُرْجُوَانٍ.
لون الثوب أزرق داكن ولون الشرائط ذهبي أمّا المعطف فأحمر. كان باستطاعة الفنّان أن يصوّر تاج ملوك الفرس الذهبي العظيم اقتباساً عن النقد الساساني بيد أنّه فضّل القلنسوة الحمراء التي اعتمدها حكّام الأقاليم satrape والتي ثبّتت على الرأس بشريط أبيض معقود من الخلف ليشكّل ذيلين يخفقان مع الريح. لا ريب أنّ زينة رأس الأمراء الساسانييّن هذه كانت مألوفةً بين أهل دورا. أخيراً نلفت الانتباه إلى طقم الحصان وجعبة النبال المتدلّية إلى جانب السرج.
.jpg)
يتبع.
No comments:
Post a Comment