قلّص فنّان اللوحة الثلاثين في كنيس دورا أوروپوس العناصر الجماليّة فيها إلى الحدّ الأدنى: كلّ ما نراه هنا جامد ونمطي وتقليدي.
ترتبط هذه اللوحة بقصّة صموئيل وبالتالي فمن المنطقي أن تختم سلسلة اللوحات المتعلّقة بهذه القصّة وتحتلّ بناءً عليه المكان الذي تشغله حاليّاً لوحة بيت الشمس (الثامنة عشرة) على النسق الثاني عوضاً أن تقع تحتها مباشرةً كما هو الحال فعلاً. الإطار الطبيعي لمسح الملك شعائري ولربّما كان موضع اللوحة في المخطّط الأصلي على النسق الثاني ومن هنا لا لوم علينا ولا تثريب إذا تخيّلناها هناك.
مع ذلك يحتمل الموضوع أيضاً تفسيراً أخلاقيّاً يتعلّق بوضع الثقة في الربّ فوق كلّ اعتبار ومن هنا يكن تبرير وجود اللوحة في النسق الثالث، خصوصاً إذا توافر سبب خاصّ لهذا الاختيار. نلاحظ في الصورة الملحقة أنّ المكان الحالي للّوحة يقع مباشرةً فوق مقعد كبير الجالية (الأكثر ارتفاعاً من سائر المقاعد) وأنّ رسم صموئيل بالذات يهيمن على هذا المقعد من علٍ بمنتهى الدقّة. أظهرت دراسات الموقع أنّ كبير الجالية اليهوديّة لدى بناء الكنيس كان يدعى صموئيل وبالتالي من المحتمل أنّه توخّى وضع لوحة النبي الذي يحمل اسمه فوق مقعده. سيلعب صموئيل دور القدّيس شفيع الواهبين في لوحات عصر النهضة Renaissance لاحقاً.
أختم بهذا المنشور دراسة لوحات الكنيس الثلاثين عن المؤّلف الفرنسي باستثناء استعراض سريع لرسوم الوزرة dado والسقف أتوقّع إنجازه خلال أسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير.
Comte du Mesnil du Buisson. Les Peintures de la Synagogue de Doura-Europos, 245-246 après J.-C., Roma, Pontificio Istituto Biblico. Piazza della Pilotta, 35. 1939.
Samuel oignant David: récit biblique
No comments:
Post a Comment