Sunday, December 12, 2021

تربة الولي الشيباني

 

الصواب التربة الجيبغائيّة نسبة للأمير المملوكي سيف الدين ألجيبغا العادلي المدفون فيها (وفيّات ٧٥٤ للهجرة الموافق السادس من شباط  ١٣٥٣ للميلاد). أسماها صلاح الدين المنجّد "الجيعانيّة" أمّا مصدر تسمية "الولي الشيباني" فهي عن Wulzinger & Watzinger (الصورة بالأبيض والأسود منهما أيضاً) وكرّرها عنهما Sauvaget في مطلع ثلاثينات القرن العشرين - مع التحفّظ أنّها "مجهولة ولربّما كانت للأمير سيف الدين ابن جيعان".



الموقع خارج سور دمشق نحو الطريق السلطاني قبلي باب الجابية والصابونيّة وشمال تربة مختار وفي مواجهة تربة سنبل.


ذكر W & W أنّها جدّدت عام ١٢٢٦ (١٨١١ للميلاد) وأنّ البناء كان داراً للسكن عندما وصفاه (جمع المستشرقان معطياتهما على أرض الواقع خلال الحرب العالميّة الأولى) وأضافا أنّهما لم يتمكّنا من الدخول إليه.   


قسم العالمان البناء إلى ثلاثة أجزاء:


الأوّل تربة لها شبّاكان مسدودان (استمرّا كذلك حتّى الثلاثينات على الأقلّ بدلالة Sauvaget) بأحجار بازلتيّة قديمة رجّحا أنّها معادة الاستعمال. هناك حشوة دائريّة مزرّرة فوق الشبّاكين ونرى في صورة الشهابي (ربيع ١٩٩٣) قبّة تتوّج التربة وتتألّف من رقبة وحيدة ذات ستّة عشر ضلعاً تنفتح فيها ستّة عشر نافذة طويلة مدبّبة العقود + طاسة ملساء نصف كرويّة. لا نرى أي قبّة في صورة الألمانييّن وهي غير مذكورة في النصّ المرافق (صفحة ١٩٠-١٩١ من تعريب قاسم طوير) وبالتالي كانت على الأغلب منهارة عندما عاينا البناء وبدوره لم يذكر Sauvaget أي قبّة وإن حقّ التنويه أنّ وصفه شديد الاختصار. فتح الشبّاكان في الجدار أسفل القبّة والحشوة لاحقاً كما نرى في صورة الشهابي. الصورتان ملتقطتان من الشمال إلى الجنوب وبالتالي واجهة البناء شماليّة. 



القسم الثاني - المتوسّط-  هو بوّابة المدخل الغائرة وبالتدقيق في صورة الشهابي المكبّرة نرى فوق الباب مدماكاً مزرّراً (أي معشّقاً أو متشابكاً يتناوب فيه اللون الأسود مع الأبيض المصفرّ) يعلوه العقد العاتق وفوقه رنك الأمير ألجيبغا. ينتهي تجويف البّوابة في الأعلى بصفوف المقرنصات المألوفة في العمائر المملوكيّة وفوقها قوقعة أو "طاسة مظليّة" حسب الشهابي (صفحة ١٤٩-١٥١ من "مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة"). 



القسم الثالث - الملاصق للبوّابة من الغرب - "له نافذة تطلّ على باحة صغيرة في الخلف". ذكر الألمانيّان أيضاً "حوض سبيل ماء في مؤخّرة الواجهة" أعتقد أنّه الموجود في أسفل اللقطة القديمة على يمين الناظر. 


تمكّن Sauvaget - على عكس متقدّميه الألمانييّن - من دخول البناء وذكر باختصار زخارفه الجصيّة النباتيّة ولكنّه لم يرفق رسماً لها. 







الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


قتيبة الشهابيمشيّدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة 


صلاح الدين المنجّد. خطط دمشق 


التربة الجيعانيّة







Jean Sauvaget. Les monuments historiques de Damas


Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


Turba al-Jīʿānīya

1 comment:

  1. مع خالص الشكر للأستاذ عماد الأرمشي أعيد تشييد القبّة في منتصف ثلاثينات القرن العشرين

    ReplyDelete