مدرسة تعود إلى أواخر العهد الأيّوبي قامت على أنقاض دار الأمير أسامة الحلبي التي هدمها الصالح نجم الدين أيّوب واشتراها الشيخ نجم الدين البادرائي البغدادي بمائة ألف دينار ليحوّلها إلى مدرسة شافعيّة.
تقع هذه المدرسة (البقعة الحمراء على الخريطة) إلى الشمال والشرق من الجامع الأموي ويفصلها عن حمّام أسامة (البقعة الزرقاء) زقاق ضيّق وبناءً عليه استنتج Jean Sauvaget أنّ حمّام أسامة كان خاصّاً لبيت الأمير المذكور الذي قدّر أنّه شيّد زهاء ١٢٠٤-١٢٠٥ للميلاد.
الدراسات عن هذه الآبدة قليلة (أفضل ما عثرت عليه وأغناه بالتفاصيل بحث الدكتور عبد الرزّاق معاذ ص ٢٠٧-٢١٣). هناك ذكر مختصر في كتاب Wulzinger & Watzinger (صفحة ١١٩-١٢٠ من تعريب قاسم طوير) يرافقه صورة لقائم حجري مزخرف لعقد منهار في الإيوان الغربي.
يقودنا المدخل الرئيس في الشمال والشرق إلى بهو يؤدّي - على يسار الداخل - إلى المراحيض وهناك دهليز يتعامد مع البهو المذكور من جهة الجنوب ويفصل بين التربة شرقاً وإيوان الصحن الشمالي الكبير غرباً. تنفتح غرفة ضريح الواقف شرق الدهليز (الزاوية الشماليّة الشرقيّة للبناء لصيق باب المدخل من الجنوب) وهي كناية عن تربة صغيرة لها نافذة تطلّ على الشارع. يصل هذا الدهليز البهو مع صحن المدرسة المستطيل السماوي جنوبه وتتوسّط هذا الصحن بحرة مستطيلة. يقع المصلّى في الجنوب وله أربعة شبابيك في جداره القبلي (شبّاكان على كلّ من طرفيّ المحراب) أمّا جداره الشمالي فينفتح على الصحن بواسطة ثلاثة أبواب. يقع الإيوان الكبير على الضلع الشمالي للصحن وتحيطه أروقة يؤدّي الشرقي منها إلى باب المدرسة الرئيس. تشغل خلاوي الضلعين الشرقي والغربي للصحن مع أدراج تقود للطابق العلوي.
تعود الصورة الملحقة عن Sack إلى أواخر سبعينات أو مطلع ثمانينات القرن الماضي وهي لواجهة المدرسة (أي جدارها الشرقي). الصورة ملتقطة من الشمال إلى الجنوب ويبدو فيها الباب ومن ثمّ شبّاك التربة. تلفت المداميك الحجريّة الانتباه بضخامتها وعلّها رومانيّة الأصل أخذت من سور معبد المشتري الخارجي peribolos ليعاد استعمالها في دار أسامة ثمّ المدسة البادرائيّة قيد الحديث.
كتب أسعد طلس (ص ١٩٦ من ذيل ثمار المقاصد) تحت باب "جامع البدرائيّة" عن "منارة من الخشب مربّعة حديثة أقيمت فوق الباب ولم يبق من آثار البناء الأيّوبي القديم إلّا البابان والإيوان الشمالي والصحن والبركة" كما ذكر الحجارة القديمة السوداء والبيضاء التي فرشت أرض الصحن وبعض ألواح القاشاني فوق المحراب كتب عليها بالكوفيّة "إنّما يعمّر مساجد الله...". لم ير المؤلّف ما يستحقّ الذكر في القبليّة باستثناء القاشاني والكتابة.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
أسعد طلس. ثمار المقاصد في ذكر المساجد
Abd al-Razzaq Moaz. Les madrasas de Damas et d’al-Ṣaliḥiya depuis la fin du V/XIe siècle jusqu’au milieu du V/XIIIe siècle. Université de Provence 1990 (p. 281-287).
Jean Sauvaget. Un bain damasquin du treizième siècle
Dorothée Sack. Damaskus. Entwicklung und Struktur einer orientalisch-islamischen Stadt. von Zabern, Mainz 1989.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment