التسمية حسب Wulzinger & Watzinger (صفحة ١٩١ من تعريب قاسم طوير) الذي افترض العالمان أنّه "ولي" وأنّ التربة تعود إلى حوالي عام ١٣٥٠ للميلاد. أرفق خريطة الشهابي لتبيان الموقع (جادّة سوق الغنم) مع التنويه أنّه حدّدها خطأً تحت تسمية "التربة السنبليّة" بينما هي في الواقع تربة التاجر الدمشقي علي بن ذي النون الإسعردي وفيّات ٧٤٤ للهجرة (الموافق ١٣٤٣-١٣٤٤ بللميلاد).
أدين في تحديد هويّة البناء إلى الصديق الغالي الدكتور عبد الرزّاق معاذ الذي لفت نظري إلى منشور للدكتور بسّام ديّوب عل صفحة "دمشق بالأبيض والأسود" نصّه الآتي:
إذا استثنينا البوّابة وعقدها البسيط (الخالي من المقرنصات) فالواجهة مملوكيّة الطراز أبرز ما فيها المستطيل الزخرفي الكبير مع حشوته الدائريّة ومداميكه الأبلقيّة. الشبّاكان تحت المستطيل المذكور مسدودان ويليه باب على أقصى يمين الناظر نقشت على ساكفه عبارة "مدفن آل دركل". بمقارنة صورة الشهابي (لقطة من الغرب إلى الشرق تعود إلى صيف ١٩٩٣) مع صورة W & W لنفس الواجهة قبل سبعين إلى ثمانين عاماً نرى أنّ هذا الباب الأخير كان شبّاكاً مسدوداً لا يختلف عن الشبّاكين الباقيين. لا أعلم متى تحوّل إلى باب ثانويّ.
نقل الشهابي نصّ النقش الكتابي فوق ساكف البوّابة الرئيسة:
"لا إله إلّا الله محمّد رسول الله هذا ضريح سيّدنا وليّ الله ذا النون المصري قدّس الله سرّه ونفعنا به". يعلو هذه الكتابة مدماك حجري فوقه لوحة رخاميّة نقش عليها "مدفن آل دركل" تماماً كما رأينا في حالة الباب الصغير المستحدث على أقصى اليمين.
ليس هناك قبّة لا في الصورة الملوّنة عن الشهابي ولا سابقتها بالأبيض والأسود عن المستشرقين الألمانييّن (التي يفترض أنّها التقطت إبّان الحرب العالميّة الأولى) ولكن الشهابي أكّد وجود هكذا قبّة في الماضي وزوّدنا بصور مفترضة لها في كتاب "دمشق تاريخ وصور" كما يلي:
- صفحة ٣٠٥ لوحة لسوق الغنم من الجنوب إلى الشمال تعود إلى القرن التاسع عشر.
- صفحة ٣٠٦ صورة بعد عام ١٩٠٧ (بدلالة عمود موقف الترام).
- صفحة ٣٠٨ صورة من ثلاثينات القرن العشرين.
إذا قبلنا مطارحة الشهابي فهذا يعني أنّ القبّة كانت موجودة حتّى العقد الأوّل من القرن العشرين ثمّ اختفت في العقد الثاني (عندما التقط الألمانيّان صورتهما) ثمّ عاودت الظهور في العقد الرابع واختفت مجدّداُ في تاريخ يقع بين الثلاثينات والتسعينات. ليس هذا بالمستحيل ولكنّه بعيد الاحتمال والتفسير الأقرب إلى الصواب أنّ الشهابي خلط بين تربة ذي النون (أو ما أسماه السنبليّة) والمختاريّة الطواشيّة على الأقلّ في صورة الثلاثينات (وعلى الأرجح في كافّة الصور) وعلّ هذا مردّه إلى أنّ منظور الصورة حجب القبّة الثانية لتربة مختار المزدوجة. ورد الخطأ في الطبعة الأولى عام ١٩٨٧ وتكرّر كما هو في الطبعة الثانية عام ١٩٩٠.
أرفق بالمنشور صورة من ثمانينات القرن التاسع عشر على وجه التقريب علّها بعدسة Tancrède Dumas تظهر فيها القبّتان اللتان افترض الشهابي أنّهما لتربة مختار وقبّة ذي النون/السنبليّة المزعومة إلى الشمال منهما. بمقارنة الصور يتجلّى أنّ القبّة الشماليّة على يسار الناظر في صورة القرن التاسع عشر مطابقة لقبّتيّ تربة مختار وعلى الأغلب تختفي أختها التوأم ورائها أمّا عن القبّتين البصليّتين في مقدّمة الصورة فهما مختلفتان تماماً عن قبّتي المختاريّة ولا علم لي بهويّتهما. الخلاصة من الممكن والمعقول أنّ قبّة علت تربة ذي النون في الماضي ولكنّنا لا نملك دليلاً فوتوغرافيّاً عليها حتّى بالرجوع إلى لقطة أو لقطات القرن التاسع عشر.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
قتيبة الشهابي. مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة
قتيبة الشهابي. دمشق تاريخ وصور
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment