الموقع في صالحيّة دمشق والنسبة للشيخ أبو عمر ابن أحمد ابن محمّد بن قدامة الجماعيلي (وفيّات ١٢١٠ للميلاد). اعتمد الكثيرون مخطّط Wulzinger & Watzinger الذي نشر عام ١٩٢٤ وبدوري ألجأ إليه مضيفاً صورتين من نفس المصدر. أبدأ بتعريب الكلمات الألمانيّة على الخريطة:
- مطبخ küche.
- بئر BR (من brunnen).
- قبور gräber.
- مسجد moschee.
- حمّام bad.
نأتي الآن إلى وصف W & W (صفحة ٢٧٧-٢٧٩ من تعريب قاسم طوير) وأوّل ما يلفت الانتباه غياب كلمة "العمريّة" التي حلّت محلّها "القيمريّة" في المخطّط والصورتين. يتّضح من متابعة القراءة أنّ هويّة المدرسة كانت مجهولة من قبل العالمين الذين استهلّا الحديث بتعريف الآبدة: "دار للمساكين والفقراء" قبل أن يتابعا الوصف بدقّتهما ومهنيّتهما المعهودتين.
قدّر الألمانيان - وبحقّ - أنّ المنشأة بنيت على ثلاثة مراحل على الأقلّ وجانبهما الصواب عندما ارتأيا أنّ القسم الشرقي هو الأقدم فيها (بينما تقول المصادر اللاحقة أنّها توسّعت من الغرب إلى الشرق).
يتألّف القسم الأوّل (الشرقي) من صحن مستطيل محاط بالغرف (الخلاوي إذا شئنا) ويحتلّ المطبخ إحدى هذه الغرف (الشماليّة الشرقيّة). أبعاد الصحن ٥،٤٥ متر x ١٣،٩١ متر. تساءل العالمان فيما إذا كان هذا القسم مؤلّفاً من طابقين قديماً.
القسم الثاني أو المتوسّط (مظلّل باللون الأسود) "من أحدث الأبنية في المجموعة" حسب W & W وله أيضاً مطبخه الخاصّ في الزاوية الشماليّة الشرقيّة. يتألّف هذا القسم من "طابقين علوييّن" (الوصف أو التعريب هنا مشوّش وعلّ المقصود أنّ عدد الطوابق الإجمالي ثلاثة كما هو معروف) "بحالة متهدّمة". أرجع المستشرقان تاريخ البناء في هذا المكان إلى جمادى الأولى ٨٢١ للهجرة (١٤١٨ للميلاد) وأنّه عمّر بين منشأتين أقدم كي يكون صلة الوصل بينهما. نرى في الشمال "إيوان" بين ثلاثة قناطر معقودة إلى الشمال منه ودرج يؤدّي إلى نهر يزيد في الطرف القبلي (الصورة الأولى). ذكر العالمان النقش الكتابي المملوكي أعلى العقود ولكنّهما لم يتمكّنا من قراءة النصّ الكامل (تولّى Sauvaget هذه المهمّة في مطلع ثلاثينات القرن الماضي: الرابط أدناه).
يربط الصحن الكبير بين القسم المتوسّط (الثاني) والغربي (الثالث) وهذا الصحن مبلّط بأحجار كلسيّة بيضاء تتناوب مع أحجار بازلتيّة سوداء ونرى زاويته الشماليّة الغربيّة في الصورة الثانية.
يتّصل القسم الثالث "الأحدث عهداً" حسب W & W مع المسجد الواقع في الجنوب (تظهر حنية المحراب على الخريطة) ويحتوي الرواق الذي يتقدّمه في الشمال على جذوع وتيجان أعمدة كلاسيكيّة (أي يونانيّة - رومانيّة) أعيد استعمالها في الآبدة الإسلاميّة. أعجب الألمانيّان بدقّة بناء المسجد والغرف - الخلاوي إلى الشمال منه على بساطتها.
ختم المستشرقان بالقول أنّ "المنشأة مهجورة وأجزاء منها مهدّمة إلّا أنّ عائلةً زنجيّةً وعدداً من المرضى والشحّاذين سكنوا فيها سنة ١٩١٧ ممّا عرقل عملنا أثناء أخذ المقاسات ووضع الرسوم الهندسيّة وكذلك لم نتمكّن من الدخول إلى بعض الغرف في القسم المتوسّط".
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
أحمد فائز الحمصي. مباني الصالحيّة الأولى. الحوليّات الأثريّة العربيّة السوريّة المجلّد الخامس والثلاثون ١٩٨٥.
أكرم حسن العلبي. خطط دمشق
مباني الصالحيّة الأولى: المدرسة العمريّة
Gérard Degeorge. Damas: Des origines aux Mamluks. L'Harmattan 1997.
Toru Miura. Dynamism in the Urban Society of Damascus 2015.
Jean Sauvaget. Décrets Mamelouks de Syrie. Bulletin d'Études Orientales Année 1932 Tome II Fasc. I.
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment