محراب جامع لالا مصطفى باشا

 

تعرّضت إلى وصف جامع لالا باشا الدارس في مكان آخر ولن أكرّره هنا بل سأكتفي بوصف المحراب عن Wulzinger & Watzinger (صفحة ٩٧-٩٨ من تعريب قاسم طوير). الصورتان الملحقتان (اليتيمتان لهذا المحراب على حدّ علمي) عن نفس المصدر. 

ينصّف تجويف المحراب مستطيلاً تتناوب فيه المداميك الأبلقيّة ويحفّ بعقده المدبّب من الأعلى شريط من الزخارف المقولبة تتوّج منتصفه دائرة نقشت عليها عبارة "لا إله إلّا الله" بينما يحتلّ جانبيّ العقد (مثلّثات الزوايا؟ أو spandrels وبالفرنسيّة écoinçons) شكلان هندسيّان متناظران. يأخذ عقد المحراب شكل حدوة الحصان (horseshoe أو بالفرنسيّة عقد متجاوز arc outrepassé) وتحتلّ تجويفه عدّة صفوف من المقرنصات فوقها صدفة. 

يضمّ المحراب ثلاثة ألواح حجريّة مربّعة (الصورة الثانية) ورسماً يمثّل الكعبة لا تسمح نوعيّة الصورة بتمييزه مع الأسف (لربّما كان الشكل فوق المربّع المركزي وليس في المربّع ذاته). يحتلّ شكلان مثمّنان المربّعين الجانبييّن نقشت على الأيمن منهما "عجّلو بالصلاة قبل الفوت" وعلى الأيسر "عجّلو بالتوبة قبل الموت". نجد نفس النصّ في الدرويشيّة. 

قرأ العالمان الكتابة التالية فوق إطار المحراب:

القسم العلوي:

خان مصطفى باشا المعمور في سنة ٩٧١ (الموافق ١٥٦٣-١٥٦٤ للميلاد).

القسم السفلي:

عمّر هذا الربع الأرفع جعله الله مسارّ الشوارع في زمن بن السلطات الأورع السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان ثبّته الله سرير السلطنة الأرفع الجناب العالي مصطفى باشا أدخله الله في شفاعة المشفع لالا وارث المالك العثمانيّة السلطان سليم خان لا روع الله أصالته ذو لمع بنوره الأفاخر مظالّه ووقع وريّح الحدود سنة إحدى وسبعين وتسعمائة 

لا أعلم مبلغ دقّة قراءة هذه الكتابة كما نقلها W & W ولا سبيل للتحقّق منها اليوم بعد اندثار الآبدة ولكن فحواها واضح لا لبس فيه ويرتأي العالمان أنّ هذه الكتابات كانت أصلاً للخان (أي خان لالا مصطفى باشا) أعيد استعمالها في الجامع ولكن هناك تفسير آخر أكثر بساطة إذ لا يوجد ما يمنع من كون الكتابات للجامع مذ البداية على اعتبار أنّه كان أحد مكوّنات الخان.

القراءة الآتية للدكتور فرج الحسيني مع جزيل الشكر:

عمر هذا الربع المشاع جعله الله الأنفع في زمن السلطان الأروع السلطان سليمان خان بن السلطان سليم خان أنبته الله الأرفع على سرير السلطنة الجناب العالي مصطفى باشا أدخله الله شفاعة المشفع وارث الممالك العثمانية السلطان سليم خان الأروع أضاء الله دولته بنوره الألمع ووقع لفظاً ومعناً تاريخ له حدود عام إحدى وسبعين وتسعمائة

الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير

لالا مصطفى باشا فاتح قبرص وخلفيّة معركة ليپانتو

جامع لالا مصطفى باشا

Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.