Wednesday, December 15, 2021

حمّام عبد الباسط


أو حمّام الجسر نظراً لموقعه في منطقة الجسر الأبيض (على نهر ثورا) قبلي المدرسة الماردانيّة وعلى الطرف الشرقي من طريق الصالحيّة كما نرى في الخريطة الملحقة عن Wulzinger & Watzinger. تاريخ البناء غير معروف بدقّة وقدّره  العلبي (صفحة ٥٢٢ من "خطط دمشق") في النصف الأوّل للقرن الثالث عشر للميلاد (العهد الأيّوبي) مسننداً في ذلك إلى قربه من المدرسة الماردانيّة بيد أنّ Écochard & Le Cœur رجّحا كونه مملوكيّاً نظراً للتشابه الكبير بين مخطّطه ومخطّط حمّام التيروزي (منتصف القرن الخامس عشر للميلاد) وبالتالي وافقا على رأي W & W اللذين حدّدا التاريخ حوالي سنة ٨٥٠ للهجرة (١٤٤٦-١٤٤٧ م). شبّه المستشرقان الألمانيّان الحمّام من الناحية المعماريّة بدار القرآن الدلاميّة ومنه التاريخ الذي اقترحاه.



إذاً هناك جدل على تاريخ البناء في غياب الكتابات التاريخيّة وإن كانت القرائن المعماريّة تشير إلى العهد المملوكي أمّا عن تاريخ الهدم فلا خلاف عليه. وصف W & W تفاصيل البناء كما كان إبّان الحرب العالميّة الأولى وتركا لنا صورة لبّوابته الفريدة التي هدمت عام ١٩٣٣. درس Écochard & Le Cœur ما تبقّى منه في مطلع الأربعينات عندما كان لا يزال ناشطاً وزوّدانا بمخطّطه مع رسم فنّي للبوّابة المذكورة في الواجهة الغربيّة ومقطع وتصوّر لقبابه. ذكر العلبي حلول فرن وبقّال وتنّور محلّه مع عام ١٩٦٤ بعد أن باعته المالكة إلى أحد التجّار ثمّ أجهز "المسؤولون" على آخر مكوّناته عام ١٩٦٩. 



وصف الألمانييّن هو أقدم الموجود ويتجلّى من خلاله أنّ بداية نهاية الحمّام كانت وقتها على قدم وساق إذ التصقت به أبنية طفيليّة (دكاكين) حجبت واجهته الشماليّة الأبلقيّة مع وردتها الزخرفيّة rosace واستعيض عن قبّة المشلح الأصليّة (١٦ ضلعاً تخترقها النوافذ) بسقف "هرمي مقطوع من الطين والخشب" (تعريب طوير). 



علّ البّوابة الغربيّة المؤدّية إلى المشلح أجمل عناصر الآبدة وعلى علمي لا يوجد نظير لها في أيّ من حمّامات دمشق كما نرى في صورة W & W ورسم Écochard & Le Cœur. نرى من الأسفل إلى الأعلى:


- باب مستطيل بين المداميك الأبلقيّة.

- ساكف الباب (لم يذكر أي مصدر وجود نقوش كتابيّة لا عليه ولا على أيّ من مكوّنات البناء).

- عقد عاتق مزرّر يتعشّق فيه اللونان الأبيض المصفرّ والرمادي - الأسود.

- شبّاك صغير مستطيل تعلوه صدفة.

- عقد مقولب مؤلّف من الخطوط المتكسّرة في الأسفل ونصف الدائريّة المتوازية في الأعلى. تلتفّ دوائر الخطوط العلويّة لتشكّل عروة تتوّج القولبة. 








الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


أكرم حسن العلبي. خطط دمشق







Michel Écochard & Claude Le Cœur. Les Bains de Damas,  deuxième partie. Institut français de Damas Imprimerie Catholique, Beyrouth 1943


Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.


Bain al-Jisr


No comments:

Post a Comment