تطلّ هذه الواجهة على الجنوب ولا لبس في طرازها المملوكي الذي نرى مثيله في بيت العقّاد. تعود هذه اللقطة إلى فترة الحرب العالميّة الأولى وهي عن Wulzinger & Watzinger ومكانها على خريطتهما (البقعة الحمراء) إلى غرب وجنوب جامع بني أميّة الكبير في المربّع F4. لاحظ الألمانيّان الشبه بينها وبين واجهة تربة لطفي باشا المندثرة وواجهة جامع السقيفة (الثقفي) في باب توما وقدّرا أنّها بنيت حوالي عام ١٥٠٠ للميلاد (صفحة ١٤١ من تعريب قاسم طوير). مع الأسف لم يعلّق عبد القادر ريحاوي على ما كتبه المستشرقان وعلّ ذلك مردّه أنّ الدار كانت دارسة عندما صدرت النسخة العربيّة من الكتاب في مطلع الثمانينات.
سأحاول تحديد هويّة هذا البيت بالمقارنة بين خريطة W & W (١٩٢٤) من جهة والخريطة الأحدث عن Stefan Weber (٢٠٠٩) من جهة ثانية.
الجامع الأموي غني عن التعريف وبالتالي سأقتصر على نقاط العلّام الآتية:
- بيت الشيخ قطنة المأسوف عليه (رقم ٢٧ في W & W و ٤٧٣ في Weber).
- خان الجوار (أو خان الحرمين أو سوق العبيد): رقم ٤ في المربّع E4 لدى W & W = رقم ٤٧٦ في Weber.
- سوق القيشاني: رقم ٦ في المربّع E4 لدى W & W = رقم ٤٧٨ في Weber.
حدّد Weber (صفحة ٤٧٣ من الجزء الثاني) البيوت السكنيّة جنوب غرب الأموي كما يلي:
- ٤٠٤ بيت مجهول تعود بعض مكوّناته إلى القرن السادس عشر وحاليّاً (أي عام ٢٠٠٩) مستودع لتجارة العطور.
- ٤١٣ بيت يافي الذي تعود بنيت الحاليّة إلى القرن التاسع عشر وفيه مع ذلك مطاهر قد تكون مملوكيّة. حاليّاً متاجر.
- ٤٢٢ بيت قميم - وكالة تللو - حمّور من القرن الثامن عشر.
- ٤٢٣ بيت تللو - وكالة كيوان (نهاية القرن التاسع عشر - مطلع العشرين).
ضمن حدود المعطيات المتاحة ومع الأخذ بعين الاعتبار انصرام تسعين سنة على وجه التقريب بين دراسة W & W ودراسة Weber أميل للاعتقاد أنّ الصورة لبيت الشيخ قطنة أو لصيقه في أحد الدور التي عدّدها Weber ومن شبه المؤكّد أنّ ما نراه فيها اندثر منذ عشرات السنوات.
الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير
Stefan Weber. Ottoman Modernity and Urban Transformation 1808-1918. Proc
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
No comments:
Post a Comment