Wednesday, December 1, 2021

شيخ النهر وشيخ البساتين والشاوي

 


توكل إلى الشاوي مهمّة مراقبة الأقنية والمزّازات (والطوالع في المدينة) والسهر على جريانها ونظافتها وفتح وإغلاق المواصي وحماية المستفيدين من الغبن خصوصاً في مواسم المحل وشحّ المياه عندما يتعلّق الكثير على نزاهته واستقامته. يتلقّى الشاوي أوامره من المختار وله مخصّصات من القمح أو النقد (المجيدي) كتعويض عن الخدمات المنوطة به. بعض الشواة يؤلّفون رابطتهم المهنيّة الخاصّة (بانياس مثلاً) وبعضهم الآخر مكلّفون من البلديّة (القنوات). 


يمثّل شيخ النهر مصالح مناطق معيّنة ويطلق عليه في المهاجرين وإلى الصالحيّة اسم شيخ النهرين (يزيد وثورا) وقيل للمستشرق الجغرافي Tresse أنّ هذه الوظيفة متوراثة في عائلة واحدة منذ ثلاثمائة عام. تولّى الشيخ أحمد برنيّة مهمّة شيخ النهرين في مطلع عهد الانتداب الفرنسي بدلالة رسالة ممهورة بإمضائه وموجّهة إلى مستشار الأشغال العامّة أرّخت في الثامن عشر من شباط عام ١٩٢١. إذاً العائلة المعنيّة آل برنيّة وحسب Tresse لا يتقاضى شيخ النهرين مقابلاً مادّيّاً لأتعابه.


بالمقابل يتلقّى شيخ البساتين أجراً قدره ٥٠ مدّاً من القمح و ٤٠٠ قرش فضّي (سنويّاً ؟!) أمّا عن وظيفته فهي مساعدة شيخ النهرين وتحديد عدد العمّال والحيوانات الضروري لتنظيف وصيانة الأقنية. فلنفرض على سبيل المثال أنّ كميّة مياه نهر يزيد الواصلة إلى قريةٍ ما انخفضت في موسم معيّن: يقدّم شيخ البلد (المختار) شكوى إلى شيخ النهرين الذي يرسل شيخ البساتين ليتحرّى الوضع في الأرض المتضرّرة ويتفقّد المواصي ويتأكّد من سلامتها.     


لبعض الشبكات مخطّطات دقيقة تمتلك البلديّة نماذجاً لها ولدينا أيضاً مثال مخطّط شيخ النهرين (الصورة الملحقة) الذي يفصّل توزيع المياه على ٧٥ مأخذ لنهر يزيد. هذا المخطّط القابل للطيّ حديث (أي من أواخر عشرينات القرن الماضي عندما أجرى Tresse دراسته) أمّا النصّ القديم فقد سرقه "لصوص الأكراد" عام ١٩٢٥.





René Tresse. L'irrigation dans la Ghouta de Damas. Revue des Études Islamiques 1929.

No comments:

Post a Comment