Saturday, December 18, 2021

زاوية الأعجام

 


قبّة مجهولة امتّد بها الأجل حتّى مطلع القرن العشرين إلى أن هدمت في الخمسينات. الموقع في جنينة النعنع (بين فندق قصر الشرق والتكيّة السليمانيّة حاليّاً) وندين بتصويرها وتوثيقها - كما هو الحال في عدد من الأوابد الدارسة - إلى من كبّد نفسه عناء ذلك من المستشرقين. هناك على الأقلّ صورتان لها:


الأولى عن Hans von Kiesling في كتاب ألمانيّ رأى النور عام ١٩١٩. اللقطة من الغرب إلى الشرق وبالكاد نميّز محطّة الحجاز على أقصى يسار الناظر.

الثانية عن Wulzinger & Watzinger أحد أهمّ الدراسات الألمانيّة عن دمشق (نشر الكتاب عام ١٩٢٤ وتعود صوره إلى فترة الحرب العالميّة الأولى أو قبل) اللقطة من الجنوب إلى الشمال. 



اقتصر وصف W & W لها (صفحة ٢٣٣ من تعريب قاسم طوير) على الأسطر الآتية:


"يمتلىء البناء بالماء وسبب ذلك أنّ الجزء السفلي منه يغيب في باطن الأرض مسافةً تتراوح بين المتر والمترين. شيّدت الغرفة من الحجر النحيت وكسيت بالجصّ. القبّة آجريّة مكسوّة بالجصّ ونرجح القرن الثامن الهجري * تاريخاً لها".   


* الرابع عشر للميلاد.


القبّة مثمّنة الأضلاع ينصّف كلّاً من أضلاعها باب (أو شبّاك؟!) معقود. الطاسة أميل إلى المدبّبة.


هويّة البنية غير مؤكّدة وإن تكهّن عبد القادر ريحاوي أنّها زاوية الأعجام استناداً إلى ما كتبه أبو البقاء البدري (٨٤٧-٨٩٤ للهجرة = ١٤٤٣-١٤٨٨ للميلاد) في نزهة الأنام في محاسن الشام


"ومن محاسن الشام مرجتها قرأت كتاب وقف تربة السلطان الظاهر برقوق سقى الله عهده الكائنة بالصحرا خارج باب النصر من القاهرة المحروسة وهو متّصل الثبوت إلى آخر وقت تسجيلي على بعض القضاة الشافعيّة من جملته طاحون الشقراء بمرجة دمشق المحروسة ظاهر قصر الملك الظاهر أبي الفتوحات بيبرس سقى الله عهده بالقرب من زاوية الأعجام ويليها قصبة سوق عدّة حوانيتها أحد وعشرون حانوتاً وعلوها الطباق المطلّة على المرجة المذكورة وبآخرها المسجد المطلّ على نهر بردى انتهى". 






الآثار الإسلاميّة في مدينة دمشق. تعريب قاسم طوير


قتيبة الشهابي مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة


أبو البقاء البدري. نزهة الأنام في محاسن الشام








Hans von Kiesling. Damaskus, altes und neues aus Syrien. Leipzig 1919. 


Karl Wulzinger Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.

1 comment:

  1. درست الآبدة في منتصف ثلاثينات القرن العشرين مع جزيل الشكر للأستاذ عماد الأرمشي

    ReplyDelete