الموقع خارج باب الفراديس على بعد مائتيّ متر إلى شماله ومنه تسميتها القديمة "مقبرة الفراديس". النسبة (حسب Wulzinger & Watzinger صفحة ٣٠٤ - ٣٠٥ من تعريب قاسم طوير) لأبي الدحداح الصحابي المدفون فيها. هناك أيضاً قبر أبو شامة (وفيّات ٦٦٥ للهجرة الموافق ١٢٦٦-١٢٦٧ للميلاد: صاحب كتاب الروضتين) في أقصى جنوب المقبرة والمثوى المفترض لرفات عبد الرحمن بن أبي بكر الصدّيق في أقصى شمالها على الطرف المقابل من شارع بغداد (عبد القادر ريحاوي). دفن فيها أيضاً الرئيس السوري السابق حسني الزعيم.
تأخذ المقبرة شكل مستطيل يتوجّه من الشمال إلى الجنوب أبعاده (حسب خالد معاذ و Solange Ory) ٥٠٠ متر x ١٥٠ متر. للمقبرة ملحق منفصل عنها بشارع في نهايتها الجنوبيّة الشرقيّة يدعى الذهبيّة.
ذكرت عدّة مصادر تاريخيّة هذه المقبرة تحت تسمية "مرج الدحداح" وطرح W & W (صفحة ٢٠٠ -٢٠١ من تعريب طوير) فرضيّة مفادها تواجد ملعب أو ميدان سباق للخيل hippodrome على أرض المقبرة في العصر الهلنستي واعتبرا الموقع مثاليّاً لهذا الغرض من عدّة أوجه منها سهولة الوصول إليه من معبد المدينة عبر بابها الشمالي وطبيعة الأرض الموائمة. أثار المستشرقان أيضاً احتمال كون الملعب رومانيّاً نظراً لضخامة أبعاده (يمكن تقدير الحدود التقريبيّة للميدان بالرجوع لخريطة Burns الملحقة) بيد أنّهما رجّحا الأصل الهلنستي.
ختم الألمانيّان بتعرّض سريع لاحتمال عسكرة جند خالد بن الوليد في هذا الميدان: "كان دير الصليبة يهيمن على الغوطة وأقرب أبواب المدينة إليه هو باب الفراديس ويسمّى هذا الدير أيضاً دير خالد بن الوليد لأنّ خالد اتّخذه مقرّاً له قبل أن يأخذ المدينة وكان دير الصليبة يقع إلى جوار الملعب مباشرة".
لم تضف Sack على W & W الكثير باستثناء نقلها عن Thomas Weber أنّ ميدان الخيل يعود إلى أواخر العصر الهلنستي (قبيل ٨٨-٨٧ ق. م.).
Ross Burns. Damascus: A History. Routledge 2005 (map).
Karl Wulzinger & Carl Watzinger. Damaskus, die Islamische Stadt. Walter de Gruyter 1924.
مع خالص الشكر للصديق الغالي الأستاذ الياس بولاد حول دير خالد سبق وكتبت عنه .. ولكن لم اعد اذكر متى .. !؟ ومع ذلك اعيد ما جاء حوله بشيء من التفصيل فقد كتب حبيب زيات (مؤرخ النصرانية في الاسلام) في كتابه الشهير الديارات النصرانية في الاسلام ..
ReplyDelete" دير صليبا بدمشق" .
ويقال له دير السائمة ، ودير خالد لان خالد بن الوليد نزل به حين حاصر دمشق كان مقابل باب الفراديس من ابواب دمشق قديما .وفي رواية البلاذري ان اهل هذا الدير اتوا خالدا بسلمين وعليهما رقي بعض جنوده الى اعلى سور باب الشرقي ونزلوا اليه وتعاونوا على فتحه .... قال هشام : سمعت الوليد بن مسلم يذكر ان خالدا بن الوليد شرط لاهل الدير الذي يعرف بدير خال شرطا في خراجهم بالتخفيف عنهم حتى اعطوه سلما صعد عليه فانفذه لهم ابو عبيدة . وفي قول الكلبي ان هذا الدير كان على ميل من الباب الشرقي (معجم البلدان).
ولا يعلم من بنى هذا الدير قبل الاسلام. وكان بناؤه حسنا عجيبا في بقعة نزهة كثيرة البساتين والاشجار والمساه وارضه مفروشة بالبلاط الملون (الفسيفساء ). والى جانبه دير ثان للنساء اارواهب . (الاعلاق الخطيرة لابن شداد خزانة بريش موزيوم). ويظهر ان جريرا اراد هذين الديرين بقوله
اذا تذكرت بالديرين ارقني
صوت الدجاج وقرع النواقيس .
ويروي البكري عن ابي الفرج الاصبهاني ان الديرين كانا ديري بطرس وبولس بنواحي بني حنيفة في ناحية الغوطة.
قال الشابشتي فيه :
يا دير باب الفراديس المهيج لي
بلابلا بقليله واشجاره ومفلسا لي من مالي ومن نشبي
بما اباكره من خمر خماره .
لو عشت تسعين عاما فيك مصطحبا لما قضى منك قلبي بعض اوطاره
(يبدوا انه كان عاشقا للخمرة ويعاقرها ليل نهار !!!).
وحكي ان الوليد بن يزيد كان كثير المقام في هذا الدير يخرج اليه ومعه حرمه استحسانا له وانه كان يجلس في ايام مقامه فيه في صحنه كل يوم ساعة من النهار ثم يأكل ويشرب في مواضع منه طيبة حسنة (مسالك الابصار. ). وقد زاره ايضا الخليفة المتوك