Saturday, May 14, 2022

النوفرة والجامع الأموي

 


الأسطر التالية تعريب بتصرّف عن كتاب Kiesling الصادر عام ١٩١٩ والصورة من نفس المصدر وإن لم تكن بالضرورة بعدسة المؤلّف.  


تؤدّي بوّابة الجامع الأموي الشرقيّة إلى فسحة صغيرة أشبه برواق زالت أعمدته. نصل إلى سوق وحمّام النوفرة بهبوط درج جميل من الرخام. لعب هذا الحمّام دوراً كبيراً في حياة دمشق القديمة وقصصها وأساطيرها ولا يزال من حمّامات المدينة المفضّلة. تعرّش دوالي الكروم فوق الشارع لتشكّل مظلّة خضراء تحدّ اختراق أشعّة الشمس وتلقي ظلالاً صفراء على البلاط. تنجبس من أرض حوض رخاميّ نافورة ماء تلطّف برطوبتها الجوّ. لا بدّ لإكمال هذه اللوحة الشرقيّة من الناس بمختلف ألوانهم بين باعة المأكولات والتجّار. مشهد كهذا أصبح نادراً في الحرب الأخيرة ممّا يميّز مدناً حافظت على أصالتها كدمشق. 


يستطيع من يملك ما يكفي من الجرأة أن يتسلّق سطح سوق النجّارين الآيل إلى التداعي جنوب الجامع الأموي ليعاين بقايا بوّابة قديمة تحمل نقشاً كتابيّاً يونانيّاً مسيحيّاً. لربّما كانت بوّابة المعبد القديمة في هذا المكان (*) الذي أصبح لاحقاّ مدخلاً للكاتدرائيّة المسيحيّة. لم أستطع القيام بدراسة أكثر تفصيلاً خلال إقامتي في دمشق نظراً لإشكالات تتعلّق بالوصول إلى الموقع ودخوله.  


للجامع الكبير ثلاث مآذن تعود إلى فترات زمنيّة مختلفة لا تزال قائمةّ بعد حريق ١٨٩٣ المدمّر. تختم هذه المآذن المدينة بطابعها ويمكن رؤيتها بوضوح أنّى وقف الناظر. 



(*) من شبه المؤكّد أنّ بوّابة معبد المشتري الرئيسة كانت في الشرق وليس الجنوب.






دمشق عام ١٩١٩


روّاد دمشق الألمان


رواق مدخل معبد المشتري الغربي وتربة صلاح الدين 






Hans von KieslingDamaskus, altes und neues aus Syrien

No comments:

Post a Comment