أنقل في الأسطر الآتية ما كتبه المستشرق الألماني Kiesling عن نساء دمشق عام ١٩١٩ وأترك كالعادة أي شرح أو تعليق أو تصحيح للحواشي.
عزل النساء في الشرق العربي اليوم أقلّ صرامة منه في الماضي. لا ترتدي نساء العامّة (١) الخمار في مشاغلهنّ اليوميّة وهنّ بذلك أكثر حريّةً بكثير من زوجات سكّان المدن الأغنياء سواء كانوا من التجّار العرب أم الموظّفين الأتراك. مع ذلك يسير التقدّم بخطىً حثيثة حتّى في دمشق رغم الأنظمة التي أصدرتها الحكومة مؤخّراً (٢) ونتيجة لذلك بإمكان حليلات أعيان العرب والأتراك اليوم أن يستقبلن الرجال من معارف بعولتهنّ.
الفصل بين الجنسين حديث نسبيّاً (٣) أمّا من الناحية التاريخيّة فقد لعبت النساء دوراً مرموقاً في بلاط قرطبة الرائع وقصور غرناطة عودةً إلى العهد العبّاسي في بغداد. أسفرت النساء آنذاك عن وجوههنّ وظهرن في المنافسات والمباريات وتنقّلن بمنتهى الحريّة في الأوساط الاجتماعيّة حيث كنّ موضعاً للغزل والعبادة (٤).
الصورة من بيت شاميّة.
(١) لربّما قصد المؤلّف بنساء العامّة هنا القرويّات.
(٢) لا علم لي فيما إذا فرضت الحكومة في أواخر العهد العثماني أي تنظيمات أو قوانين متعلّقة بالحجاب أو عزل المرأة.
(٣) لم يحدّد المؤلّف المدى الذي تذهب إليه "حداثة" هذا الفصل. ليس حجاب المرأة - خصوصاً الحرائر -وليد العهود الإسلاميّة ولا يقتصر على الشرق الأدنى ولا على الإسلام. لدينا على سبيل المثال الشرائع البيزنطيّة في عهد جستينيان.
(٤) مبالغات. كلّ من يعرف خطاب الخليفة موسى الهادي إلى أمّه الخيزران والأسباب التي دعت شجر الدرّ للزواج من مملوكها أيبك يشهد بخلاف ذلك. الاستثناءات بالطبع موجودة (ولّادة مثلاُ) ولكنّها نادرة.
No comments:
Post a Comment