هكذا سمّى الألماني Kiesling عام ١٩١٩ الصورة الملحقة التي نرى فيها تربة ابن سلامة الرقّي. وصف الدكتور قتيبة الشهابي هذه الآبدة الأيّوبيّة (مطلع القرن الثالث عشر للميلاد) في الصفحة ١١٧ من "مشيّدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجماليّة" وقبله Herzfeld في مجلّة الفنون الإسلاميّة. تعرّضت لها في أكثر من مكان (الروابط أدناه) ولتجنّب التكرار حسبي اليوم نقل مقتطفات ممّا كتبه Kiesling (صفحة ٦٩ من كتاب "دمشق") الذي اقتصر على العموميّات دون ذكر التربة بالإسم:
هناك تربة جميلة لم يبق منها في حالةٍ معقولةٍ إلّا هيئتها العامّة بعد تعرّضها للتخريب على يد الأتراك والعرب مؤخّراً عبر استعمالهم حجارتها في أبنيتهم الجديدة. محاولة الحصول على مواد البناء بهذا الأسلوب السهل والرخيص لا تقتصر على الدولة بل تشمل أيضاً الأفراد. لا يوجد حدّ أدنى من إدراك أهميّة الحفاظ على التراث وليس هناك أي تقدير لجمال وجلال الأوابد في الشرق الأدنى اليوم. الشرقي عاجز عن فهم تطلّعات الأوروبييّن ومحاولاتهم لدراسة الماضي وأسس الحضارة.
تواجدت مقابر دمشق القديمة على سفوح قاسيون شمال بردى في الصالحيّة ومحيطها. تنحشر الأضرحة والأبنية المتعلّقة بها بين الدور ويدعى الواحد منها تربة. تستخدم التربة أو أجزاء منها أحياناً في بناء البيوت ويمكن أيضاً رؤيتها متناثرةً في البساتين الرائعة الممتدّة على ضفّة بردى من الغرب إلى الشرق.
تربة أبي عبد الله الحسن ابن سلامة
Hans von Kiesling. Damaskus, altes und neues aus Syrien
No comments:
Post a Comment