Sunday, May 1, 2022

الصيد بالشبكة

 


لا يكفي صيد السلّور باستعمال الحربة لتحقيق أرباح تعوّض عن استثمار صاحب الامتياز ومنه اللجوء لاستعمال الشبكة في مستنقعات الغاب الواسعة تماماً كما تستعمل في البحار. تتّخذ ثلاث زوارق كبيرة الشريعة مرسىً لها. تشابه هذه القوارب ما نراه على رمال البترون وبانياس. يفخر المساكين من العديّات بإيواء زوراق من هذا النوع ويشعر الزائر نفسه مرغماً على إبداء إعجابه بها كي لا يخيّب ظنّ الأهالي الذين لا يمتطونها ولا يملك أحد منهم ما يكفي من الثقة ليرغب بقيادتها. تستقبل القرية ثمانية عشر بحّاراً من أرواد حوالي منتصف تشرين الثاني وتحتفي بهم بما يليق برجال تمرّسوا في مجابهة العواصف ويملكون من المعرفة والمهارات ما يتجاوز إمكانيّات سليليّ البدو. تسحب الزوارق إلى اليمّ وتنشر شباكها التي يبلغ طولها مائتين من الأمتار بحيث توجّه الأسماك نحو إحدى خلجان الضفّة الصغيرة أو ترسم هذه الشباك دائرةً ترفع أطرافها بالتدريج ليصغر قطرها ويجمع السمك في وسطها. 


تقطع رؤوس السلّور بعيد صيده ويكوّم في سلالٍ ضخمةٍ تحمّل مع أرتال الجمال صوب حلب وحمص اللتان تبتاعان وحدهما ثلاثة أرباع الصيد أمّا الربع الباقي فتقتسمه حماة ودمشق. 


يصعب تقدير أرباح عمليّة صيد السلّور وتتفاوت حصّة صاحب الامتياز من عام إلى عام أمّا الأهالي فيقتصر نصيب الفرد منهم على جعالةٍ يوميّةٍ بين الثلث إلى نصف المجيدي لقاء أربعين إلى خمسين كيلوجرام من السلّور يصطادها في نفس المدّة. ليست هذه الأجور زهيدةً إلى هذه الدرجة بالنسبة لسكّان الغاب كما قد يتخيّل المراقب العابر. بالطبع لا يستطيع الحرفيّون في دمشق وحلب مواجهة أعباء الحياة بمعاشات من هذا النوع ولا حتّى أهل القلمون وهضبة حماة بيد أنّ عزلة الغاب والغياب شبه الكامل فيه للاحتياجات التي لا غنى عنها في سائر الأقاليم وندرة التبادل التجاري يجعل هذه الأجور - على ضآلتها - مقبولةً بالنسبة لسكّان المستنقعات.



تعود الصورة الملحقة لمنتصف ثلاثينات القرن العشرين ونرى فيها زورقاٌ للصيد بالشبكة في الشريعة. 






قرى المستنقعات


ما الذي دفع البدو إلى استيطان إقليم الغاب؟ 


سكّان قرى المستنقعات 


بيوت قرى المستنقعات


قرى المستنقعات: البيوت الصيفيّة 


بيوت الغاب البحيريّة


صيد السمك في مستنقع الغاب





Richard Lodoïs Thoumin. Le Ghab. Revue de Géographie Alpine 1936 pp. 467- 538


Procédés de pêche: le filet

No comments:

Post a Comment