الصورة الملحقة عن Kiesling (١٩١٩) لقطة من بيت شاميّة. الأسطر التالية تعريب بتصرّف لما كتبه المستشرق الألماني عن البيت الدمشقي مقارنة مع دور الشرق الأدنى عموماً وعن أصل البيت الشامي.
يختلف البيت الدمشقي إلى درجة كبيرة عن البيوت التركيّة والإيرانيّة التي تتبع دور أوروبا في بنائها وتوزيعها.
تتحلّق غرف المعيشة في البيت الشامي حول الصحن المركزي على غرار ما نجده في البيت البغدادي مع فارقٍ أساسي: تتّصل مكوّنات البيت العراقي بعضها مع البعض الآخر بواسطة أروقةٍ تحدّدها أعمدة خشبيّة بينما يشكّل الصحن صلة الوصل الوحيدة في دمشق إذ تفتح الغرف عليه حصراً في معظم الأحوال.
مناخ دمشق حارّ مقارنة مع إيران وتركيّا ولهذا السبب يتمركز البيت الشامي حول الباحة السماويّة وعلى هذه الباحة تطلّ واجهة البيت الرئيسة (غالباً الوحيدة). تشترك البيوت والمساجد في هذه الخاصّة.
لا يوجد أدنى شكّ - الكلام دوماً للكاتب الألماني - أنّ البيت العربي استوحي إلهامه من النماذج اليونانيّة - الرومانيّة التي انتشرت في حوض المتوسّط مع الغزوات والفتوحات بدلالة أنّنا نرى نفس الأنماط في المدن العشرة Decapolis والمغرب وإسبانيا. بالنتيجة وجد العرب من سكّان الخيام بيوتاً جاهزةً للاستعمال كما يشاؤون بعد إضفاء بعض التعديلات التي أملتها أذواقهم ومعتقداتهم الدينيّة ورغبتهم في عزل نسائهم والمحافظة على خصوصيّتهم.
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment