Friday, May 13, 2022

رواق مدخل معبد دمشق الغربي وتربة صلاح الدين

 


الأسطر التالية مقتبسة ومختزلة عن Kiesling (عام ١٩١٩): 


يوحي النحت على أعمدة بوّابة معبد المشتري الخارجيّة الغربيّة وساكفها الحجري architrave بذوق رفيع وإن لم يكن تنفيذه على مستوى روائع العهد الكلاسيكي (اليوناني - الروماني) ويعتقد الخبراء أنّه تمّ في القرن الثاني للميلاد. يتعامد مع هذه البوّابة رواق معمّد colonnade بيزنطيّ مكوّن من ستّة أزواج من الأعمدة تتوّجها عقود دائريّة فجّة إلى حدّ ما لربّما حملت سقفاً في الماضي. يقع بلاط الأرض البيزنطي الذي كشف حديثاً على عمق متر تحت مستوى المدينة الجديدة. 


هناك عدد من الأعمدة التي لا تزال في حالة جيّدة مع تيجانها الغنيّة شمال المعبد حيث تقع تربة السلطان صلاح الدين. يعود بناء هذه التربة الخالي من الذوق إلى القرن السابع عشر أو الثامن عشر (١) ولا يوجد في داخله أو خارجه ما يستحقّ الرؤية. محيط التربة كئيب المظهر آيل للتداعي بالكاد نميّز أزهاره وشجيراته بين آكام النفايات والأنقاض. 


بإمكاننا رسم صورة في الخيال لساحة المدينة forum (٢) والمعبد في الماضي من الجدران إلى الأعمدة الداخليّة والزخارف. هناك تباين لافت للنظر بين المبنى الشامخ من جهة والمشيّدات الطينيّة الصغيرة البشعة في سوق الكتب (المسكيّة)  والعقود القديمة النصف منهارة في الرواق البيزنطي من جهة ثانية. تلطّف ظلال المئذنة الغربيّة الجنوبيّة وقبّة النسر (٣) شمال الساكف الحجري من غلواء المشهد.     



(١) خلوّ تربة صلاح الدين من الذوق رأي الكاتب ولا داعي للتعليق عليه أمّا عن تاريخ بنائها فيعود إلى نهاية القرن الثاني عشر.  

(٢) ساحة المدينة كانت شمال شرق دمشق داخل السور وغرب شارع باب توما. 

(٣) خطأ. تتوّج قبّة النسر المجاز المعترض transept في الجامع أمّا القبّة المقصودة هنا فهي قبّة البريد التي كانت قائمةً حتّى عام ١٩١٢ عندما وصفها الشيخ عبد القادر بدران الذي أرجعها إلى العام ١٠٠٢ للهجرة (١٥٩٣-١٥٩٤ للميلاد). انظر الجامع الأموي للدكتور طلال العقيلي صفحة ٧٥ وبدران في منادمة الأطلال صفحة ٣٦٠ و٣٨٠ والرسم في كتاب Porter "خمس سنوات في دمشق" صفحة ٦٢.







دمشق عام ١٩١٩


روّاد دمشق الألمان






Hans von KieslingDamaskus, altes und neues aus Syrien

No comments:

Post a Comment