اللقطة (١٩١٩) عن Kiesling للمدرسة البدريّة بالطبع. وصف المؤلّف الآبدة تحت عنوان "تربة في بساتين الصالحيّة" دون أن يسمّيها. مزيد عنها في الرابط أدناه (وروابطه) أمّا اليوم فأقتصر على نقل ما كتبه عنها المؤلّف:
هناك مقابر قديمة في دمشق على سفوح جبل قاسيون شمال نهر بردى حيث تتواجد اليوم ضاحية الصالحيّة. أنّى نظرت ترى أبنية للدفن وأضرحة يسمّيها الناس ترباً محشورةً بين البيوت التي استعملت بعض عناصرها المعماريّة في الأبنية المستحدثة. من الترب ما يتخلّل البساتين البديعة الممتدّة على ضفّة بردى.
علق في بالي خصوصاً إحدى هذه الترب شمال ربض العمارة ضمن البساتين الجميلة. تشكّل هذه التربة قسماً من تصوينة أحد البساتين المغطّاة بتعريشات نباتات العلّيق وتهيمن عليها شجرة جوز باسقة. القسم العلوي للتربة محصور بين خضار النباتات أمّا بنيتها التحتيّة فمربّعة الشكل من الحجر النحيت الجميل. تتوّج هذه الآبدة قبّة آجريّة حمراء تلمع في ظلّ ذرى الشجر.
المدخل عبر بوّابة صغيرة على جانب البناء يمكن من خلالها تأمّل البريّة والبساتين المحيطة. تتسلّق الورود والكروم من كلّ نوع وصنف الجدران الآيلة للتداعي لتزيّنها بحلّة من براعمها الملوّنة. نستطيع تفحّص داخل التربة عبر شبّاك نشاهد منه ناووسين (*) sarcophagi قائمين جنباً إلى جنب يعزلهما ربيع الجنوب المزدهر عن ضجيج العالم الخارجي باستثناء خرير ساقية يسيل ماؤها من حجر إلى حجر في منتصف الدرب ليلطّف من رتابة المشهد. أضف إلى هذا الصوت تردّد حشرجة الجمال التي تنوء تحت أحمالها في رتل يقوده حمار.
(*) لا علم لي بوجود ناووس sarcophagus أو نواويس في البدريّة اليوم. لربّما اختلف الوضع قبل مائة عام أو أنّ المؤلّف خلط بين الأضرحة الإسلاميّة التقليديّة والنواويس.
Hans von Kiesling. Damaskus, altes und neues aus Syrien
No comments:
Post a Comment