الأسطر التالية مقتبسة عن Kiesling وكتاب "دمشق" الصادر عام ١٩١٩. الصورة من نفس المصدر.
احتذينا أغطيةً قماشيّةً فوق صرامينا وخطونا داخل الحرم المهيب الهادىء وسط ضجيج الأسواق. ها نحن أولاء في هذا المعبد المقدّس الذي شهد صلواتٍ على مرّ آلاف من السنوات. تغيّر الناس ونشأت إمبراطوريّات وسقطت إمبراطوريّات واندثرت أديان ليحلّ محلّها أديان جديدة. يمارس المصلّون شعائرهم وطقوسهم كما فعل أجدادهم منذ أقدم العصور ولكنّهم لا يعبدون نفس الربّ.
لا تزال العضائد التي شهدت عبادة بعل وإيزيس والمشتري قائمةً واليوم بعفّر المسلمون جباههم سجوداً للّه في المكان الذي حلّت فيه قبلهم المسيحيّة محلّ الوثنيّة.
هيمن جلال هذا الصرح علينا إذ وقفنا في طلّ القناطر لنتأمّل ما تبقّى من كاتدرائيّة يوحنّا المتوّجة بقبّة النسر وبادر سمعنا غمغمة الجمهور الذي أتى ليؤدّي صلاة الجمعة. لمحنا في العتمة ظلال المؤمنين الجالسين القرفصاء على السجاجيد الملوّنة أو الراكعين في إيماءاتهم الرتيبة ووصل ترتيل الصلوات إلى آذاننا بفضل الصمت الذي ساد ساعات الظهيرة.
صحن الجامع مستطيل الشكل لربّما بلغ طوله مائة وأربعين متراً وعلى طرفه الجنوبي يقع حرم الصلاة بأبوابه العديدة التي تفصل بينها الأعمدة، المستقلّة منها columns والجداريّة pilasters.
رواق مدخل معبد المشتري الغربي وتربة صلاح الدين
No comments:
Post a Comment