الثامن والعشرون من آب أغسطس عام ١٩٢٥.
كتبت Poulleau تحت هذا التاريخ:
واعجباه على هذه الأيّام! أخالُ أنّنا نحيا في ظلّ طغيان سولّا: اعتقالات وحظر بالجملة. تحفّظ الدركُ على معظم أصدقائِنا ومنهم الدكتور الشهبندر الذي أُخِذَ على حين غرّة في الزبداني أثناء ممارسة الصيد مع آل المؤيّد (١). تمّلك الحزن أصدقائنا اللطفاء من أطفالِهِ الصغار الذين عبّروا عن صداقتهم نحوي بإشاراتٍ من شرفتهم (٢) لم تغفل عنها الشرطة التي تمركزت في وجه البناء، كما لو كان ذلك بمحض الصدفة.
اليوم الجمعة وهناك تخوّفٌ من احتمال وقوع مشاكل في الجامع الأموي الذي شَهِدَ في الصباح مظاهرةً تندّد بالاعتقالات. أرسل المسؤولون كافّةَ من استطاعوا جمعهم من الجنود والرجال عموماً لحراسة الطرق المؤدّية إلى الجامع حيث اعتصمت سيّدات الصالحيّة المحترمات اللواتي تكلّفنَ إيماءاتٍ لا تليق بمقامهنّ الهدفُ منها التوكيد على الظروف الاستثنائيّة التي أكرَهَتَهنَّ على هذه التصرّفات المُبْتَذَلة. أُعْلِنَت النيّة على تنظيم مظاهرةٍ كبرى في المدينة تأييداً للوجهاء المُعْتَقَلين.
الصورة الملحقة لقصر الجرجانيّة (لصيق الزبداني من الشرق والجنوب) مأخوذة من موقع "معاً لحماية تراث سوريّا" على الفيس. أقام الشهبندر في هذا القصر لفترةٍ في عهد الانتداب ولكنّها على الأرجح لاحقةٌ لعام ١٩٢٥ على اعتبار أنّ بناء القصر كان في أواخر العشرينات.
(١) لا بدّ أنّ الإشارة إلى نزيه مؤيّد العظم (صهر الشهبندر).
(٢) الشهبندر من مواليد القيمريّة ولكن الكلام على الأغلب لدار له على طريق الصالحيّة حيث أقام معظم الأوروپيّين في عهد الانتداب.
Alice Poulleau. À Damas sous les bombes. Journal d'une Française pendant la révolte syrienne 1924 - 1926 (p. 57). Ed. Bretteville Frères, (Paris 1926).
No comments:
Post a Comment