الأربعاء الحادي والعشرين من تشرين أوّل أكتوبر عام ١٩٢٦.
لا يوجد فرنسيّون هنا! نرى مع ذلك جنوداً من الفيلق السوري على أنقاض وبقايا قصر ألف ليلة وليلة البديع ويمكن معاينة الصحن والدمار الذي حلّ بِهِ من خلال الباب المهشّم. لم يبق شيءٌ من القسم الرئيس (١) corps de logis والغريب من المبنى فوق هذا الباب! قيلَ لنا أنّ الهجوم كان بهدف أسر الجنرال Sarrail (تماماً كما سبق واستنتجنا) وأنّ الجنود الفرنسييّن دافعوا عن القصر لفترة ثلاثة أيّام دون تلقّي إمدادات من الذخائر أو الغذاء إلى أن فكّت الدبّابات الطوقَ عنهم. أكّد الناس لنا أنّ المتمرّدين من النهب أبرياءٌ وأنّهم انسحبوا تحت قذائف الدبّابات وأنّ من عاثَ فساداً كانوا من العامّة الذين عاجَلوا باقتحام الساحة بعد أن أخلى الجنود القصر. هؤلاء همُ الذين حطّموا الخزف والعاديّات وسرقوا الميداليّات وألقوا في البحرة ما لم يتمكّنوا من حَمْلِهِ.
وصل صديقنا خالد معاذ إلى الموقع أثناء نهب المكتبة ليرى الفَعَلة يتقاسمون اللوحات الفوتوغرافيّة التي لم يكسروها لقاء بضعة قروش. ناشَدَ معاذ الناس أن يوفّروا ما تبقّى وحَذَّرَهم من غضب فرنسا واحتمال إعدامهم رمياً بالرصاص إذا ضُبِطوا متلبّسين بحيازة المسروقات. قِيلَ لنا أنّ بعضَ اليهود لاقوا فعلاً هذا المصير.
الصورة الأولى الملحقة للأنقاض بعدسة لويجي ستيروني. الصورة الثانية لخيّالة الفيلق السوري (جيش المشرق) في دمشق حوالي عام ١٩٢٠.
(١) البرّاني أو السلاملك وهو بالطبع ليس القسم الرئيس.
No comments:
Post a Comment