Saturday, October 21, 2023

!واهاً لك يا دمشق



الثاني والعشرون من كانون أوّل ديسمبر ١٩٢٥.


بدأ العزف الصباحي: قصف الطيران في الساعة السابعة وثلاثون طلقة مدفع سُدِّدَت على حيّ الميدان في الساعة الثامنة.


عَقَدَت السلطات العسكريّة العزمَ على قطع جميع الأشجار حول دمشق وهدم كافّة تصوينات البساتين. تخريبٌ متعمّدٌ وهمجيٌّ تفطّر منه فؤادي. غوطتي الجميلة الزاهرة التي يترقرقُ فيها الماء النمير تحت أشجار المشمش والتين والزيتون! قرىً أُضْرِمَت فيها النيران؛ جنّاتٌ حلَّ محلَّها الدمار! واهاً لكِ يادمشق! ما الذي سيبقى من جَمَالِكِ أيّتها المسكينة؟! جَرَحَ هذا التدنيس قلبي في الصميم وكأنّ الانتهاك أصابَني في حُرِّ مالي. كم أحببتُ هذا البلد بعدَ أن عَرَفْتُ روحَهُ وسَبَرْتُها!



الصورة بعدسة لويجي ستيروني








Alice Poulleau. À Damas sous les bombes. Journal d'une Française pendant la révolte syrienne 1924 - 1926 (p. 148 - 149). Ed. Bretteville Frères, (Paris 1926). 

Photo Stironi

No comments:

Post a Comment