Sunday, October 1, 2023

نهاية المطاف

 


هُزِمَ العصيان الدرزي وانتهى عهد العمليّات العسكريّة الكبرى في الجبل. 


هبّ شعبٌ بأسرِهِ ضدّنا عندما عادت القوّات الفرنسيّة إلى الإقليم منذ دخولنا إلى السويداء وحتّى سقوط صلخد. هَجَرَ الناس قراهم أنّى ذهب جنودُنا والتجأوا إلى الجبل أو شرق الأردنّ أو منطقة اللجاة البركانيّة. 


نشر زعماء الثورة الأكاذيب والإشاعات والوشايات في كلّ مكان عن نوايانا فيما يتعلّق باستقلال الدولة الدرزيّة وطريقة معاملتنا للأهالي. 


استتبّ الأمن والنظام اليوم في الجبل بكامِلِه تقريباً رغم كلّ شيء. عانت العائلات كثيراً من الضرر الذي لحق بالأفراد والممتلكات بيد أنّها اليوم تدرك تمام الإدراك أنّ الإقطاعييّن خدعوها وتقتربُ منّا أكثر فأكثر يوماً بعد يوم. اعترف الأهالي بخطأهم وهناك سخطٌ ملموسٌ، في القرى والتجمّعات الكبيرة، ضدّ المغامرين المستمرّين في إثارة القلاقل في الإقليم. 


سلّم الدروز ستّة آلاف بندقيّة وكميّةً كبيرةً من الطلقات إلى مختلف الحاميات ممّا يجعل المتبقيّة بين أيدي الدروز ألفاً على أكثر تقدير. بدا نزع السلاح مستحيلاً في البداية وها هو اليوم قد تحقّق أو كاد. 


الثورة إذاً في حكم المنتهية ومع الأسف فقد حلّ قطعُ الطريق محلّها وتعيّن علينا بالتالي حماية الأهالي العزّل. 


يكفي لهذا الغرض - مطاردة العصابات - استعمال مفارز خفيفة مؤلّفة من قوّات نظاميّة + قوّات رديفة. لدينا من هذه القوّات اليوم ستّة سرايا escadrons بالتمام والكمال. بإمكان هذه المفارز (السهلة التحريك إلى درجةٍ كبيرة) بالتأكيد أن تدمّر - اطلاقاً من نقاط ارتكازها في السويداء وصلخد وشهبا - آخر مجموعات المتمرّدين وتهيل التراب على ما تبقّى من مهابة قادتهم من الشيوخ الصعبيّ المراس. 




تعود الصورة الملحقة عن Library of Congress إلى العام ١٩٢٦ ويظهر في مقدّمتها سلطان الأطرش بصحبة رجل يرجح كونه من المستعمرة الأميركيّة.   













Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment