أدرَكَ زعماء الثورة أخيراً أنّ قضيّتهم خاسرة وأنّهم تحوّلوا من أبطالٍ وطنييّن - في بداية الحَراك - إلى زعماء عصابات ليس غير، ينهبون شعباً توقّف عن تصديق ادّعاءاتهم.
علّق هؤلاء الزعماء آمالَهم على المندوب السامي الجديد السيّد Ponsot - الذي حلّ محلّ de Jouvenel - عسى أن يصدر عفواً عامّاً يشملهم يستطيعون بفضلِهِ العودة إلى الجبل، وقد عَظُمَ شأنُهم في عين الشعب الدرزي بأسرِهِ. شجّعَ فيصل ملك العراق هذه الفكرة لديهم وتدخّل لصالِحِهم في جنيڤ، التي تردّد عليها من حين لآخر، لدى عصبة الأمم.
من ناحيةٍ ثانية أصبح سلطان الأطرش واعياً أنّ مهابَتَه تتآكل يوماً بعد يوم وطَلَبَ، تحسّباً للمستقبل، من المونسنيور نيقولاوس قاضي، مطران الروم الملكييّن الكاثوليك في حوران، أن يتوسّط بينه وبين السلطات الفرنسيّة، بيد أنّ سلطان وضع شروطاً مستحيلةً لتسليم نَفْسِهِ ما كان بمقدور صاحب النيافة قبولها. من الواضح أنّ العصاة فقدوا ثقَتَهم بأنفسِهم وأنّ البلبلة عمّت في صفوفِهم.
No comments:
Post a Comment