أبدأ قبل محاولة تحديد هويّة هذه المدرسة بتعريب النصّ المتعلّق عن Poulleau (الصفحة التاسعة والثلاثون):
"السابع عشر من حزيران يونيو ١٩٢٥.
غيّر الجنرال Sarrail مقرّهُ من الصالحيّة (١) إلى قصر العظم (٢). منهم من يقول أنّهُ فعلَ ذلك بدافع الاقتصاد والتوفير ومنهم من ارتأى أنّ السبب الحقيقي أمني بهدف الإقامة قرب القلعة. المكان الجديد مدعاةٌ للإعجاب بغضّ النظر عن خلفيّات القرار وهكذا دخلتُ القصر لرؤيته ودون أدنى رغبة في الحلول محلّ المندوب السامي. تجوّلتُ في حجرات البناء وتأمّلت الأثاث الدمشقي الجميل المزخرف بالحفر والتطعيم. قيل لي أنّ هذا الأثاث كان في الأصل للملك فيصل قبل أن يغادر دمشق ويضع مسؤولونا أيديهم على مخلّفاته. لم يذكر أحدٌ إذا تمّ ذلك بإذن فيصل ومعرفته.
حصل ما يشبه ذلك في مدرسة المعلّمات العربيّة في الصالحيّة. تأسّست هذه المدرسة بمبادرةٍ من امرأةٍ مسلمة شديدة الوطنيّة قبل أن تُطْرَد منها إثر دسائسٍ في غاية الدهاء من تدبير الشرطة وتحلّ محلّها - بطبيعة الحال - قرينة مستشار الشرطة....."
انتهى الاقتباس عن المؤلّفة الفرنسيّة ويقي علينا التعرّف على ما أسمته "مدرسة المعلّمات" École normale هذه.
الدليل الأهمّ في النصّ هو ذكر "المسلمة الشديدة الوطنيّة". أغلب الظنّ أنّ الكلام عن السيّدة نازك العابد أمّا عن المدرسة فأشكّ أنّها كانت للمعلّمات وعلّها مدرسة بنات الشهداء التي أسّستها في طريق الصالحيّة قبل أن تغلقها سلطات الانتداب - نقلاً عن حسن الحكيم - بعد أن رفضت مديرتها السيّدة صبحيّة التنّير أن تعمل لصالح المخابرات الفرنسيّة (الاختلاف في تفاصيل الروايتين واضح). أدين بهذه المعلومات وصورة مجلّة نور الفيحا من Harvard إلى الدكتور سامي مروان مبيّض مع جزيل الشكر.
(١) الإشارة على الأرجح إلى قصر عثمان نوري باشا (السفارة الفرنسيّة لاحقاً).
(٢) يجدر هنا التنويه أنّ قصر العظم أصيب بأضرار جسيمة في تشرين أوّل أكتوبر من نفس العام كما أشرت في أكثر من موضع.
Alice Poulleau. À Damas sous les bombes. Journal d'une Française pendant la révolte syrienne 1924 - 1926 (p. 39). Ed. Bretteville Frères, (Paris 1926).
Sarrail se rapproche de la Citadelle
No comments:
Post a Comment