نقلتُ سابقاً روايات المؤرّخين عن "اكتشاف" رأس النبي يحيى - يوحنّا المعمدان من إبن الفقيه إلى ياقوت مروراً بابن عساكر وجميعها أقرب إلى الأقاصيص والأساطير منها إلى الحقائق.
ندين لابن جبير الأندلسي بأوّل محاولة جدّيّة لوصف جامع بني أميّة الكبير. زار الرحّالة الشهير دمشق عام ١١٨٤ للميلاد وترك لنا وصفاً دقيقاً لما رآه بشكل ممنهج لن يتكرّر لمدّة ثلاثمائة عام أي حتّى عهد إبن طولون الصالحي.
أقتصر هنا على ما ذكره ابن جبير في صدد مشهد يحيى:
"فأولها مشهد رأس يحيى بن زكرياء عليهما السلام وهو مدفون بالجامع المكرم في البلاط القبلي قبالة الركن الأيمن من المقصورة الصحابية رضى الله عنهم وعليه تابوت خشب معترض من الأسطوانة وفوقه قنديل كأنه من بلور مجوف كأنه القدح الكبير لا يدرى أمن زجاج عراقي أم صوري هو أم من غير ذلك."
تغيّرَ المشهدُ كثيراً عبر تاريخِهِ الطويل. تعكس الصورة الملحقة بعدسة Stironi (عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي) البناء الجديد الذي حلّ محلّ المقام الدارس في حريق ١٨٩٣؛ شُيّدَ هذا الأخير على الأرجح في القرن الثامن عشر.
عن Degeorge بتصرّف.
Texte: Gérard Degeorge. La grande mosquée des Omeyyades à Damas. Imprimerie Nationale Éditions - Paris 2010.
No comments:
Post a Comment