Sunday, October 29, 2023

پورتر والتكيّة

 


التكيّة بالنسبة للرحّالة الباحث پورتر إحدى ثلاثةٍ اعتبرهنّ جديراتٍ بالذكر من أوابد دمشق الإسلاميّة (١) ، باستثناء الجامع الأموي طبعاً. ليس الموضوع بهذه البساطة إذ لا شكّ أنّ ثاني أهمّ العمائر الشاميّة هي القلعة بيد أنّ المبشّر الإيرلندي (صفحة ٥١) وجدها مجرّد قشرة خارجيّة تهدّم داخِلُها وتراكمت فيه النفايات. هناك أيضاً خان أسعد باشا (صفحة ٥٩) البديع الذي أثنى عليه پورتر في نفس الوقت الذي سَخِرَ فيه - وعن حقّ - من وصف لامارتين الذي ضرب بالحقائق عرض الحائط ليرسم صورةً أشبه ما تكون بأبيات الشعر واللوحات الانطباعيّة. 


الأسطر التالية تعريب ما كتبه پورتر عن التكيّة. الوصف مختصر للغاية (٢) يختم به المؤلّف الفصل الثاني من الجزء الأوّل لكتابه "خمس سنوات في دمشق". هذا الفصل مخصّص لخطط (طبوغرافيا) المدينة وآثارها. 


جامع وتكيّة السلطان سليم (٣) بنيتان رائعتان تحتلّان موقعاً جميلاً على ضفاف النهر إلى الغرب من المدينة. نرى في الداخل بعض الأعمدة البديعة من الغرانيت الأحمر والرمادي مع عمود أو عمودين من الرخام السمّاقي. يمكن - من الأرض المرتفعة إلى جانب الجامع - التمتّع برؤيا خلّابة للمنطقة. أمامَكَ وادٍ صغير شديد الغنى بالنباتات الخضراء يتعرّج خلاله المجرى الفضّي لنهر أبانا العتيق في طريقه إلى المدينة القديمة. تغطّي المنحدرين اللطيفين على جانبيّ النهر أوراقٌ نباتيّةٌ كثيفةٌ من شتّى الألوان، الأخضر القاني للجوز إلى الذهبي للرمّان، بينما تشمخ الجبال الوعرة الجرداء البيضاء اللون في الخلفيّة. يجري النهر في المركز عبر خانقٍ يفغر فاه لتتدفّق المياه عبره نحو السهل.    




الصورة عن ستيروني (الانتداب الفرنسي).      







(١) مع تربة صلاح الدين وبقايا مدرسة الظاهر بيبرس. 

(٢) ندين للروسي بارسكي بأقدم مخطّط للتكيّة (النصف الأوّل من القرن الثامن عشر).

(٣خطأٌ دارجٌ لدى الكثير من الكتّاب في القرن التاسع عشر وحتّى مطلع القرن العشرين على أقلّ تقدير. بنيت التكيّة في عهد سليمان القانوني وليس سليم الأوّل أو الثاني. 






Photo Stironi.   

No comments:

Post a Comment