Wednesday, October 4, 2023

نارٌ بلا دخان

 


دخل العصيان في طور الكمون. 


علام هذا التأخير في تطبيق اتّفاقيّات مؤتمر الثالث والعشرين من أيلول سپتمبر؟ صحيحٌ أنّ الدوريّات انتشرت على الحدود ولكن هذا لم يمنع عصابةً قوامها مائتيّ رجل من التشكّل في شرق الأردن والتسلّل منه إلى حوران في الثالث من تشرين أوّل أكتوبر. وصل المتمرّدون إلى مسافة ثلاث كيلومترات إلى الشمال من محطّة درعا وقاموا بنسف جسر تلّ عرار على طريق سكّة حديد فلسطين. تشتّت العصابة تحت وطأة قصف طيراننا وتكبّدت خسائرَ فادحةً بلغت ثلاثين قتيلاً بما فيهم رئيسها، أحد أعيان نابلس في فلسطين، الذي وجدنا في حوزَتِهِ وثائقاً تثبت تورّط السلطات المحليّة وراء الحدود. 


علام استمرار لجنة العصاة  في اتّخاذ الأزرق مقرّاً لكافّة ما تبقّى من التمرّد السوري وجميع من يخشَون عدالَتَنا؟ لا يزال بإمكان الخيّالة المأتَمِرِين بأمر سلطان أن ينطلقوا من هذا المركز للإغارة على قرى الجبل وإيذاء إخوانِهم الذين دخلوا في طاعَتِنا. 


ليس على آلاف الدروز، ممّن لاذ بأذيال الفرار أمام قوّاتِنا، إلّا عبور الخطّ الوهمي الذي يشكّل الحدود بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني، ليستطيعوا إخلاء جرحاهم والمُتْعَبين منهم والأفواه التي وجب إطعامُها وممتلكاتهم، إلى ملاذٍ أمين يوفّر لهم أيضاً الأسلحةَ والذخائر والأدوية والمال المخصّص لإغاثة ضحايا الكوارث العامّة. 


صحيحٌ أنّ الشعب الدرزي بأكمَلِهِ عاد إلى بيوتِهِ وقراه ولكنّ عرّابيّ التمرّد، المسؤولين عن ذبح جنودنا في الكفر والمزرعة، لا يزالون في ملاذهم - في شرق الأردنّ - حيث يستطيعون بمنتهى الحريّة توجيه مرتزقتهم للنهب والسرقة والقتل والاختطاف الذي طالما عانى منه، ليس فقط جبل الدروز، وإنّما أيضاً حوران.




الصورة الملحقة لافتتاح محطّة درعا عام ١٩٠٨. 












Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment