Friday, September 15, 2023

عوامل استمرار التمرّد


 تمّوز ١٩٢٦.


ليست علامات الرضى في السويداء والقرى المحيطة بها بخافيةٍ على أحد، أضف إلى ذلك تلهّف أهالي المقرن القبلي إلى السلام. آن الأوان - منطقيّاً - لدخول الشعب الدرزي بأسره في طاعة سلطات الانتداب ومع ذلك بقي في الجبل أقليّةٌ ضئيلة العدد لا تزال تراهن على نجاح العصيان. 


السبب في رأينا هو انتقال مركز التمرّد من الجبل إلى شرق الأردنّ وخصوصاً الأزرق حيث خيّمت آلافٌ من العائلات الدرزيّة. اتّخذ زعماء المتمرّدين الأزرق مقرّاً لهم يستطيع المحاربون التزّود منه بلا عوائق رغم الاتّفاقيّة التي أشرنا إليها بين ممثليّ الانتداب الفرنسي وزملائهم البريطانييّن. مضى على هذا التفاهم شهرٌ دون تغيير يستحقّ الذكر ولا يزال اللاجئون الدروز - الذين نصّ الاتّفاق على ترحيلهم إلى معسكرات تجمّع في فلسطين - مقيمين في الأزرق على بعد يقلّ عن خمسين كيلومتراً من الحدود السوريّة - الشرق أردنيّة، ولا يزال المسلّحون يتنقّلون دون وصاية رقيب تماماً كما كان الأمر عليه سابقاً، ولا يزال كبيرا زعماء الانتفاضة - سلطان الأطرش وعبد الرحمن الشهبندر - يتجوّلان بمنتهى الحريّة في الأراضي الشرق أردنيّة التي يُفتَرَض منعُهم من دخولها. 


هذه المخالفات دليلٌ دامغٌ على تساهل السلطات الأردنيّة الذي تجاوز الحدود مع المتمرّدين  واستخفافها بالاتّفاقات التي وقّعها مندوبوّ إنجلترا وفرنسا.




الصورة من الأزرق. 












Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment