Sunday, September 3, 2023

ملح

 


ملح الصرّار قرية في المقرن الجنوبي (أو الشرقي حسب الويكيبيديا) تقع إلى الشرق من صلخد. البلدة قديمة كالغالبيّة العظمى من المواقع السوريّة كتب Dussaud عن أنقاضها بما فيها هرمٌ ذي مستويين في "صافية ملح" قدّر أنّه سابقٌ للعهدين الروماني والنبطي. الصورة الملحقة عن الوكالة العربيّة السوريّة للأنباء (سانا). أستأنف التعريب عن Andréa: 


الثامن عشر من حزيران يونيو عام ١٩٢٦.


يبلغ عدد سكّان ملح ستّة آلاف في الأحوال الطبيعيّة أمّا اليوم فلم يبقَ فيها إلّا مائتيّ مسيحي وخمسة عشر درزيّاً من إحدى العشائر الصديقة لنا. 


عُقِدَ منذ فترةٍ قريبة اجتماعٌ كبيرٌ في القرية ترأّسهُ سلطان، طُرِِحَت خلاله فكرة الاستسلام التي عارضها سيّد الحرب أشدّ معارضة مهدّداً بالانتقام ممّن أذعنوا وراسماً للحضور صورةً قاتمةً للمعاملة التي سيلقاها - حسب زعمه - السذّج ممّن يثقون في عهود الفرنسييّن وحسن نواياهم. 


لم يجرؤ أحدٌ من الأعيان على الاحتجاج سواءً صدّقوا سلطان أم سايروه وتواطأوا معه وهكذا عبر الأهالي ومواشيهم الحدود إلى شرق الأردنّ في الصباح. 


ملح مركزُ هامّ للنشاط السياسي نظراً لوقوعها على تخوم شرق الأردنّ. عسكر رَتْلُنا فيها حتّى التاسع عشر من حزيران، عوضاً عن العودة إلى صلخد كما كانت النيّة، بينما ذهبت مفرزة الأنصار (القوّات الرديفة) في مهمّة استطلاعٍ إلى الهويّا التي لم يجدوا فيها إلّا اثنين من الوجهاء وإن نجحوا في التواصل مع عددٍ من مبعوثيّ المناطق المجاورة. قمنا بالتحفّظ على أملاك الشيوخ الأكثر تورّطاً في الأعمال العدائيّة ضدّنا قبل أن ينطلق الرتل مجدّداً عائداً إلى صلخد صباح العشرين من حزيران مصطحباً معه المسيحييّن والدروز الذين وجدناهم لدى وصولنا إلى القرية تحسّباً لانتقام المتمرّدين منهم.















Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment