السادس والعشرون من آب أغسطس عام ١٩٢٦.
مرّ رتلنا بقرية ذكير التي كانت مهجورةً تماماً ثمّ وصل إلى خلخلة وهي أغنى وأكثر أهميّةً تتميّز فيها عدّةِ بيوتٍ جميلة عن الأكواخ البائسة حولها. أهالي خلخلة مسالمون يتجلّى في وجوههم السرور باستقبال الجنود الفرنسييّن. تركنا في القرية قسماً من الرتل: كتيبتين مع بطّاريّة مدفعيّة وجميع الخيّالة وتابع الباقي ليعسكِرَ على مسافة ثماني كيلومترات إلى الأمام في قرية الصورة الكبيرة.
عادت قوّاتنا على أعقابها إلى شهبا بعد ثمانٍ وأربعين ساعة أمضتها في أقصى شمال الجبل. انضمّت المفرزة التي تركناها في خلخلة إلى الرتل الرئيس مجدّداً قبل استئناف السير حتّى المساء عندما خيّم شطرٌ منه في شقّا والشطر الآخر في الهيت. تتبع هاتان القريتان لآل عامر ويسكنهما عددٌ كبيرٌ من أنصارنا. ارتدى الأهالي ملابسَ العيد ودعا الشيخ نجيب بك الضبّاط إلى ارتشاف الشاي معبّراً عن أمله بعودة السلام إلى الجبل قريباً.
التاسع والعشرون من آب.
دخلت وحداتنا شهبا مجدّداً. تبدو النتائج السياسيّة لهذه الحملة ضئيلةً أمام سابقاتِها ومع ذلك ارتأى الزعيمان طلال باشا ونجيب بك أنّ استعراض جنودنا في وادي اللواء من الأهميّة بمكان في النيل من سلطةِ عزّ الدين الحلبي ومكانَتِهِ وبالفعل اضطرّ هذا الأخير لإخلاء قراه ولاذ بأذيال الفرار. علمنا في الصباح التالي لهذا الحديث مع الشيخين أنّ عدداً من المتمرّدين الذين انخرطوا في عصابة الحلبي عادوا إلى بيوتهم بنيّة الاستسلام.
الصورة الملحقة عن موقع "قرية الهيت تاريخ وحضارة" على الفيس يظهر فيها نجيب عامر "بلحيتِهِ ووقارِهِ".
No comments:
Post a Comment