Monday, September 11, 2023

جبل الدروز صيف ١٩٢٦


 أواخر حزيران يونيو ١٩٢٦. 


يمكن تلخيص الوضع في الجبل عموماً كما يلي:


- قلاقل في الشمال حيث أدّى غياب القوّات الفرنسيّة إلى إخلاء الساحة لدعايةٍ غادرة أجّجَها موفدوّ المتمرّدين الأجانب (١) وبعض المشايخ المحلييّن. 

- تحسّن الوضع الأمني في الجنوب نيتيجةً لعمليّات أرتالنا العسكريّة.

- تركّز العصابات في المقرن الشرقي الذي لم نزحف إليه بعد. يخطّط قادةُ المتمرّدين مشاريعَهم المقبلة في هذا الإقليم.


لا يتّفق الدروز على مواصلة العصيان ولا على كيفيّة مواجهة القوّات الفرنسيّة وهناك ما يدعو للاعتقاد أنّهم لن يتّحدوا لمهاجمة مفارزنا. هل من الممكن، والحال كذلك، أن نخفّف ملاكات أرتالنا ممّا يسمح بتشكيل المزيد منها والقيام بعمليّات في الجنوب والشمال بنفس الوقت؟ 


لم يئن الأوان لهذه الخطوة في رأينا. 


لا حقّ لنا في طرح الحذر جانباً والمخاطرة في هذا الإقليم الذي يُعْتَبَر نجاحُنا الجزئيّ فيه انتصارٌ للعدوّ. أقّلُ فشلٍ لنا سيؤدّي فوراً إلى انتفاضة الشعب الدرزي بأسره مجدّداً ضدّ أرتالنا وليس فقط العصابات التي نواجهها حاليّاً.


يجب علينا ألّا ننسى حصار ستمائة من جنودنا في قلعة السويداء (٢) بعد مجزرة الكفر التي ذهبت ضحيّتها كتيبة الكاپتن Normand. فلنتذكّر خصوصاً كارثة المزرعة حيث أدّت هزيمة رتل فرنسيّ عماده أربع كتائب إلى انتفاضة الجبل بأكمله ضدّنا. فلنتجنّب إذاً مخاطرةً ليس لها ما يسوّغها ونتابع عمليّاتنا في الجبل بقوّاتٍ قادرةٍ على سحق كل مقاومة.   


يتبع.







(١) "الأجانب" هم رشيد طليع وعبد الرحمن الشهبندر والأمير عادل أرسلان ومن ورائهم كما سبق ذكره. 

(٢) الرقم - حسب نفس المؤلّف في موضع سابق - خمسمائة.  






Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.


No comments:

Post a Comment