Monday, September 18, 2023

معركة نجران وضريح سعيد عمّار


اقتبست الأسطر التالية عن الجنرال Andréa مع الكثير من الاختزال في وصف المعارك أصل بعدها إلى الضريح بيت القصيد عسى أن يستطيع أحبّتنا من أهل الإقليم أو من لهم معرفةٌ يه الإدلاء بالمزيد عنه وعن تاريخه وهويّته. 


الرابع من آب أغسطس ١٩٢٦.


يرتدي المتمرّدن ثياباً سوداء ويختبئون وراء الصخور وفي الحفر وبالتالي ليست رؤيتهم والتصدّي لهم بالأمر اليسير. مع ذلك قاتَلَ أنصارنا بعنادٍ واثبين من صخرةٍ إلى صخرة للاحتماء ورائها وإطلاق النار قبل استئناف التقدّم. قوّاتنا الرديفة مبعثُ إعجاب ونذكر في هذا السياق أنّهم حاربوا ضدّنا بنفس الحميّة ونفس الشجاعة في السويداء قبل فترةٍ بالكاد بلغت ثلاثة أشهر! 


لم تصادف ميسرتنا مقاومةً تذكر على عكي الميمنة التي ركّز العدوّ عليها وهاجمتها عصابة عزّ الدين الحلبي، الآتية من وادي اللواء، بكل عنف. 


صنع طيّارونا العجائب محلّقين على ارتفاعاتٍ منخفضة بهدف معاينة العصاة المختبئين بين الصخور عن كثب، رغم القذائف التي تعرّضوا لها وخطر إصابة طائراتهم وإسقاطها. ألقت طائراتنا قنابلها على الأعداء وسلّطت عليهم نيران مدافعها الرشّاشة. 


دامت المعركة ساعتين فقط بيد أنّها كانت ضاريةً للغاية نظراً لصعوبة زحزحة قنّاصّة الدروز الممتازين من المعاقل الصخريّة التي لاذوا بها ولكنّهم اضطرّو إلى الانسحاب شيئاً فشيئاً  تحت وطأة جنودنا الشجعان وضغط طيراننا وهكذا تفرّق المتمرّدون بين الصخور البركانيّة وتلى السكونُ عاصفةَ النيران. 


استأنف رتلنا زحفه إلى نجران حيث وجد الأعيان في انتظاره على مدخل القرية. أتت وفود من وجهاء قريتيّ ريمة الفخور وعريقة (Ahiré) بعد الظهر معلنةً استعداد أهاليهما للدخول في طاعتنا واستسلم محمّد بك عزّام شيخ Ahiré وروح المقاومة في اللجاة لنا بلاد قيد ولا شرط (كتب المؤلّف Azan).    




الخامس من آب.


تحرّك الرتل باكراً متقدّماً في اللجاة. الأرض أكثر وعورةً من مسارنا بالأمس والطريق شديد التعرّج في وسط آكامٍ لا عدد لها من الحجارة التي نصبت فوقَ أضرحة الدروز ممّن قَتَلَهم لصوص البدو. 


نفذنا، قبل الدخول إلى  Ahiré - عريقة، في تجويفٍ جبليّ cirque شاهدنا على طَرَفِهِ الشمالي قبّةً بيضاء في وسط عددٍ من الأشجار الخضراء. تعلو هذه القبّة ضريح سعيد عمّار (١)، أحد أصحاب الكرامات المبجّلين من قِبَل الدروز والمسلمين على حدٍّ سواء. هذا المقام قبلةٌ للحجّاج في مواسم معيّنة من السنة ويضفي لمسةً شاعريّةً على إقليم اللجاة الموحش. 


قرية Ahiré (عريقة ٢) هي نقطة نهاية بعثتنا العسكريّة إذ لا يوجد بعدَها طريقٌ سالكٌ للعربات بل فقط دروب متشابكة للمشاة تضيع في متاهات الإقليم. أضف إلى ذلك غياب المصادر المائيّة ومنه اعتماد العائلات الفقيرة التي تحيا في هذه المنطقة على الحمير لجلب حاجتهم من المياه من مواقع شديدة البعد.    








(١) لا معلومات لديّ عن سعيد عمّار. علّ المقصود مقام عمّار بن ياسر؟ 

(٢) سبب إضافي لكون المقام المذكور لعمّار بن ياسر (تلّ عمّار) ولا شكّ أنّه تغيّر إلى درجة لا بأس بها خلال المائة عام الماضية.












Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment