Wednesday, September 27, 2023

هزيمةٌ في الجنوب


الثالث والعشرون من آب أغسطس ١٩٢٦. 


وصلتنا - في خضمّ استعدادات رتلِنا لحملة المقرن الشرقي - أنباءٌ سيّئةٌ من الجنوب حيث استطاع سلطان الأطرش أن يأخذ بثأرِهِ بعد الإذلال الذي تعرّض له عندما أكرَهَهُ أنصارُنا على الفرار في التاسع من آب


امتلكت حامية صلخد سريّتين escadrons من الأنصار إحداهما حديثة التشكيل لم تصِلَ بعد إلى المستوى المطلوب من التلاحم بين مكوّناتها. اعتقد الضابط قائد المجموعة بوجوب مطاردة سلطان مجدّداً عندما أُخْطِرَ بتواجُدِهِ مع مائة فارس قربَ قرية مَلَح. طلب هذا الضابط مؤازرةَ الطيران وانطلق، بعد التفاهم مع سلاح الجوّ، فجر الثالث عشر من آب مع سريّتيه في المهمّة التي أخذها على عاتقه. 



جرى الاحتكاك مع العصابة بين عرمان ومَلَح وأقرب قليلاً إلى هذه الأخيرة. اختبأ المتمرّدون خلف جدران التصوينات وتركوا المجال لأنصارٍنا للاقتراب قبل أن يسلّطوا عليهم وابلاً من النار سقط ضحيّته عددٌ لا بأس به من خيّالة السريّة الفتيّة. اختلط حابل عناصرِنا بنابلهم وتبدّدوا تحت وطأة خسائرهم تاركين ورائهم الفصيلة peloton الأولى التي اشتبكت مع العدوّ بقيادة ضابط فرنسي. أسفر المتمرّدون عن حميّةٍ ملفتةٍ للنظر في الصراع ولزيادة الطين بلّة أتى الطيران متأخّراً أكثر ممّا ينبغي بعد نجاح أزلام سلطان في أسر الضابط الفرنسي الجريح في فخذه مع عشرةٍ من الأنصار الأوفياء الذين التزموا جانبَهُ. 


حادثٌ مؤسِفُ للغاية تكبّدنا فيه خسائرَ فادحةً: عشرين قتيلاً منهم رقيب فرنسي وثلاثين أسيراً منهم ملازم فرنسي وقع بين أيدي العصاة. 


ضخّم هذا الانتصار سمعةَ سلطان، بعد أن خَبَت أو كادت، وتردّدت أصداؤهُ بين من استسلمَ لنا من الأهالي وبالتالي سهّل هذا على العصابات تجنيد المزيد من الرجال وتقاطرت مجموعاتٌ من الدروز من الأزرق من المولعين بالمغامرات وممّن وقعوا تحت سحر زعيم الثورة الذي تجدّد بعد هذا الانتصار. 


يتبع.












Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937.

No comments:

Post a Comment