جاب رشيد طليع الجبل وقراه طولاً وعرضاً وأدان دروز المقرن الشمالي "الذين لم يفعلوا حتّى الآن شيئاً في سبيل الحريّة ووقفوا موقف المتفرّج بينما يذبح الجنود الفرنسيّون إخوَتَهم في الجنوب" على حدّ تعبيره. أضاف طليع لهذه الادّعاءات الإسطوانة المشروخة عن سوء معاملة الفرنسييّن لمن استسلم من الدروز وانتفاضة حوران الوشيكة والعون الآتي من بدو عبد العزيز آل سعود على جناح السرعة لنجدةِ إخوتهم في سوريّا وهلمّجرّا.
زعم طليع، في محاولةٍ منه لإقناع الشباب بالانضمام إلى العصابات، أنّ البؤس سيعمّ الجبل الذي لم تُبْذَر أرضُهُ بعد وأنّ أولويّة الفرنسييّن تأمين غذاء عسكرهم على حساب الدروز وأضاف أنّ الوطنييّن الحقيقييّن يستطيعون دائماً الحصول على القوت والمال من اللجان والجمعيّات الثوريّة. لدينا في الإعلان الآتي نموذجٌ من الملصقات التي وُزِّعَت على القرى:
"على الراغبين في الدفاع عن دينهم ووطنهم أن يأتوا إلى الهويّا أو عرمان لقبض رواتبهم واستلام الدقيق الضروري لعائلاتهم.
الإمضاء رشيد طليع."
أحدثت هذه المناورات والدعاية التي رافقتها أثَرَها وهكذا توقّف أهالي المقرن الشمالي عن الإذعان لنا وتضخّمت صفوفُ العصابات وأصبح بإمكان المتمرّدين أن يلقوا ألفاً من الرجال في مواجهتنا وبالتالي القيام بعمليّاتٍ عسكريّة هجوميّةٍ ضدّنا ما كان لهم أن يحلموا بها بعيد سقوط صلخد.
يتوسّط الجلوس في الصورة الملحقة أحمد مريود وعلى يساره رشيد طليع وعلى يمينه الأمير عادل أرسلان. يقف في الخلف جميل المدفعي ونبيه العظمة.
No comments:
Post a Comment