حاصر العصاة خمسمائة جندي فرنسي في قلعة السويداء اعتمدوا في إمدادهم على زكائب اللحم والمواد الغذائيّة التي أسقطتها طائراتنا على الحصن كل صباح. امتلكت الحامية مؤناً تكفي لعدّة أيّام علاوة على الحيوانات التي يمكن استهلاكها إذا دعت الحاجة. لا يوجد ما يدعو للقلق من نيران العدوّ نظراً لمناعة أسوار القلعة على الرصاص. هناك المدافع التي غنمها المتمرّدون في معركة المزرعة ولكنّهم لا يملكون المهارات الضروريّة لاستعمالها ولئن كان الدروز متمرّسين في القنص بالبنادق فليس لديهم أدنى تأهيل فيما يتعلّق بالمدفعيّة. أُطْلِقت بعض العبوات المتفجّرة بين الحينة والحينة فوق الثكنات بيد أنّ الأضرار التي ألحقتها بمواقعنا لم تكن ذات بال كما أفادت طائرات الاستطلاع. من ناحيةٍ ثانية امتلك الدروز كميّةً محدودةً من القذائف وبالتالي تعذّر عليهم إحداث خرقٍ في الجدران يستطيعون مهاجمة الحصن عبره، أضف إلى ذلك أنّ رشّاشاتنا المتمركزة في خنادقٍ خارج القلعة منعتهم عن الاقتراب منها.
إخضاع العصاة للحامية بالقوّة إذاً مستحيل ومع ذلك فمن الممكن إذا طال الحصار وانقطعت الإمدادات أن يؤدّي نقص الغذاء وخصوصاً الماء إلى كارثة. لحسن الحظّ كانت الصهاريج مملوءةً وجرى تقنين الماء وتوزيعه بمنتهى الحكمة والصرامة لمنع الهدر إلى أقصى درجة ممكنة. توجّب علينا رغم كلّ هذا المثابرة في جهودنا الرامية إلى فكّ الطوق عن الحامية وتحرير المحاصَرين وتبديد القلق والهمّ الذي عصر أفئدتنا.
يتبع.
الصورة لقلعة السويداء ولا أعرف تاريخها.
No comments:
Post a Comment