أتابع تعريب ما كتبه الجنرال Andréa عام ١٩٣٧ عن تاريخ الدروز:
احتدم الصراع بين الموارنة والدروز في لبنان عام ١٨٥٩ أكثر من أيّ وقت مضى عندما حرّض الأمير أرسلان الدرزي الجشع والماكر أتباعه ضدّ المسيحييّن بتأييد من باشا دمشق التركي (١) . تلى ذلك مجازر وحشيّة في العديد من القرى شارك فيها دروز الجبل بقيادة إسماعيل الأطرش. سفكت الدماء في لبنان لفترةٍ دامت قرابة العام سقط فيها ثمانية آلاف من الضحايا؛ اتّخذ مسلموّ دمشق هذه الأحداث ذريعةً لمهاجمة مسيحيّي المدينة ومن حسن الحظّ أنّ صديقنا الوفي عبد القادر (مهزوم الجزائر العظيم) تمكّن من إنقاذ الكثيرين منهم.
أثارت هذه الأهوال مشاعر أوروپا التي كلّفت فرنسا بصفتها حامية مسيحيّي الشرق، بقمع الفتنة، وهكذا غادرت بعثة عسكريّة فرنسيّة قوامها ستّة آلاف جندي ميناء مرسيليا في الثالث من آب أغسطس عام ١٨٦٠ لتصل بيروت وتعيد الأمن إلى نصابه في لبنان دون عناء. نزح الدروز المذنبون من لبنان إلى حوران وقاموا باسم طائفتهم بأسرها بالتماس حماية إنجلترا تحسّباً للعقوبة المتوقّعة لتجاوزاتهم.
تشرح هذه الخلاصة كيف دفع دورنا كمدافعين عن المسيحيّة في الشرق الدروز إلى أحضان البريطانييّن وسنرى لاحقاً كيف استقبل حلفاؤنا السابقين خلال الحرب العظمى (٢) العصاة الفارّين أمام قطعاتنا عام ١٩٢٦ في شرق الأردن ومنحوهم حريّات معيّنة استغلّوها لإطالة الفتنة في الإقليم الدرزي.
حلّ آل الأطرش محلّ آل حمدان في الجبل بعد ١٨٦٠ وازدادت قوّة الأسياد الجدد إلى الحدّ الذي جرّأهم على تحدّي الحكومة العثمانيّة ومهاجمة قرية بصر الحرير في حوران عام ١٨٨٠. أرسل الأتراك ضدّهم حملةً كان مصيرها الهزيمة وعزّز فوز الدروز هذا اعتداد القيّمين على أمورهم وشجّعهم على رفض دفع أي ضرائب من أي نوع للسلطان.
عنوان اللوحة "تظاهرة ضدّ المسيحييّن في دمشق".
(١) أحمد باشا (احمد کوپروغلی پاشا).
(٢) الحرب العالميّة الأولى.
No comments:
Post a Comment