Thursday, June 1, 2023

شارل جوزيف إدوار أندريا

 


ولد الجنرال الفرنسي Charles Joseph Édouard Andréa عام ١٨٧١ ووافته المنيّة عام ١٩٥٤. حارب في عدّة ميادين وقلّد عدداً من أرفع الأوسمة منها صليب الحرب وضابط عظيم في جوقة الشرف. مآثره كثيرة ما يهمّنا منها دوره في سوريّا في منتصف عشرينات القرن الماضي بدايةً من أيلول عام ١٩٢٥ عندما كان برتبة كولونيل (عقيد) أوكل إليه الجنرال Gamelin مهمّة فكّ الحصار عن الحامية الفرنسيّة في السويداء. رقّي أندريا في كانون أوّل من نفس العام إلى رتبة عميد وعيّن حاكماً عسكريّاً على دمشق وقائداً لإقليم دمشق وجبل الدروز ونجح بالنتيجة في إخماد العصيان (أو الثورة السوريّة الكبرى) ليغادر الشرق الأدنى في تشرين الثاني ١٩٢٦ عائداً إلى بلاده. 


أندريا كاتب مثله في ذلك مثل كثير من القادة العسكرييّن شرقاً وغرباً. من جملة ما تركه لنا كتابان أحدهما "الحياة العسكريّة في المشرق" عام ١٩٢٣ والثاني (موضوعنا) "عصيان الدروز" عام ١٩٣٧. خدم الرجل بلاده بالطريقة التي فهمها ونقرأ في الأسطر التي خطّها اعتزازاً بإنجازاتها وأمجادها وإنسانيّتها وتجرّدها تماماً كما يتشرّب السوريّون منذ نعومة أظفارهم الفخر بالفتوحات العربيّة وإسهام العرب الحضاري قبل وبعد الإسلام. من المتوقّع أن تثير آراء جنرال فرنسي استعماريّ الهوى حفيظة الكثيرين ومن المفهوم أن يرفضها البعض جملةً وتفصيلاً. مع ذلك لا أرى ما يمنع من الاطّلاع على طريقة تفكير الطرف الآخر ومحاولة تفهّمها: تمجيد الناطقين بالضاد والمسلمين لخالد بن الوليد وعبد الرحمن الغافقي وصلاح الدين الأيّوبي والظاهر بيبرس يقابله تعظيم الفرنسييّن لأمثال شارل مارتل وشارلمان والقدّيس لويس (لويس التاسع) وناپوليون وديغول والإنجليز الملك ريكاردوس قلب الأسد ودوق مارلبورو وأمير البحر نلسون ودوق ولّنغتون و الجنرال غوردون وونستون تشرشل والروس بطرس الأكبر وكاثرين العظمى وسوڤوروڤ وهكذا دواليك. الفتوحات الإسلاميّة بالنسبة لنا يقابلها الحملات الصليبيّة بالنسبة لهم: أبطالنا أشرارهم والعكس بالعكس. 


"الثورة السوريّة الكبرى" إذاُ "عصيان" أو "تمرّد" من وجهة نظر المؤلّف وسنتعرّض لرأيه في زعمائها في حينه كما سنأتي إلى تلميحه (دون اتّهام صريح) إلى الدور الذي لعبته إنجلترا في إطالتها إن لم يكن دعمها ولو بطريقةٍ غير مباشرة.








Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment