Tuesday, June 20, 2023

من هم السوريّون وماذا يريدون؟

 


لخّص الجنرال Andréa لسان حال المكوّنات السوريّة قبل مائة عام - أي في مطلع عهد الانتداب الفرنسي - كما يلي:


جابهت صعوبات لا عدّ لها ولا حصر محاولاتنا لتطبيق الانتداب في سوريّا. أثار الشريفيّون (١) العقبات في وجهنا بأمل استقلالهم في حكم المناطق العربيّة التي أُخِذَت من العثمانييّن بيد أنّنا استطعنا تجاوز هذه العقبات بفضل شجاعة جنودنا ونشاط وتصميم ممثّلينا من المدنييّن والعسكرييّن. كلّفت الحكومة الفرنسيّة إدارة المندوب السامي بتوجيه السلطات السوريّة ونصحها وتعيّن على هذه الإدارة حلّ الكثير من المشاكل الشديدة الحساسيّة في سبيل إرضاء الشعوب السوريّة المتباينة الأعراق والطبائع إلى درجةٍ كبيرة. 


لا بدّ من أخذ التطلّعات المشروعة بعين الاعتبار:


- أراد اللبنانيوّن حكماً ذاتيّاً.

- طالب العلويّون بإدارة فرنسيّة مباشرة.

- طالب إقليم اسكندرون التركي نظاماً خاصّاً.

- رفض إقليم حلب - الذي سكنه الأتراك والعرب - على الأقلّ في البداية الاندماج الإداري مع إقليم دمشق العربي حصراً.

- رفض الدروز المنتمون إلى شعب (٢) مختلف وصاية دمشق.

- وجب أيضاً توخّي الحذر في أراضي الفرات والجزيرة التي يقطنها البدو الرحّل الغيّورون على استقلالهم وعاداتهم الغارقة في القدم.



باختصار - حسب المؤلّف الفرنسي طبعاً - لا يوجد "شعب سوري" بل "شعوب سوريّة" أمّا عن وحدة سوريّا (بَلْهَ العالم العربي) فليس ثمّة في بلاد الشام من يسعى لها باستثناء دمشق ولربّما أيضاً بعض مدن سوريّا الداخليّة - حمص وحماة مثلاً - التي لم يكبّد Andréa نفسه عناء ذكرها.  





  




(١) أنصار الأمير فيصل ابن الشريف حسين. 

(٢) استعمل المؤلّف مصطلح race الذي يمكن تعريبه "عرق" أو "قوم".







Édouard Andréa. La Révolte druze et l'insurrection de Damas, 1925-1926. Payot, Paris 106 Boulevard St. Germain, 1937. 

No comments:

Post a Comment